تم فك رموز الـ (DNA)

لقد اكتمل مشروع الجينوم البشري  وقراءة الحمض النووي , تم , انتهى , FINISHED .

 من وجهة نظر ستيف جونز برفسور في علم الجينات والتطور والبيئة في كلية جامعة لندن اتضح مؤخرا انها مضيعة كبيرة للوقت , ما نحتاجه الان هو مشروع انساني .

 ان العبارة الاكثر خطرا والاقل معنى في علم الوراثة “هذا الجين لكذا و ذاك الجين لكذا ” , يقول ستيفن انه قبل فقط 15 عاما كان الناس يتوقعون انهم سيجدون الجينات مثلا للسرطان او لأمراض القلب , لكن السر الكبير للطب هو اننا لم نعثر عليها , ونحن لم نعثر عليها لأنها ليست هناك. كثير من الناس يعتقدون اننا لو تمكنا من قراءة الـ DNA سنعرف متى سنموت , لكننا نعرف متى سنموت من بضعة اسئلة فقط ( كم عمرك ؟ انت ذكر ام انثى ؟ هل انت مدخن ؟ هل انت مصاب بالسمنة المرضية ؟ هل لديك تاريخ من امراض وراثية ؟) لكن السؤال الاكبر هو : ما هو عنوان بيتك ؟ لو تم حساب متوسط العمر لأشخاص عناوينهم بين اغنى منطقة وافقر منطقة في المحافظة فان الفرق مذهل بما يقارب العشرات من السنين. وعنوان بيتك لا علاقة له بجيناتك.

ان ما يفعله مشروع الجينات الانساني هو تحوير علم الوراثة والجينات للفت انتباهنا لفكرة اخرى , فكرة اكبر , وهي تغيير المجتمع وليس الجينات  , ان متوسط العمر قد تغير بما يقارب 6 ساعات يوميا منذ عام 1900م وكل هذا لا علاقة له بتغير الجينات بل السبب هو التغير  في البيئة.

للكثير من البايولوجيين علم الوراثة والجينات هو اهم العلوم بل هو العلم الاول , بالتأكيد , هو حقا العلم الاهم , فهو البحث عن العيوب التي فينا وعن افضل الصفات و يبدو انه محور تفكيرنا لكن ابحاث الـ DNA  هي مجرد خطوة .

ابحاث الـ DNA  لم توفر لنا الاجابة التي نبحث عنها  لكنها تركتنا مع سؤال مثير للاهتمام ” ما الذي سنفعله بعيوبنا الموجودة في جيناتنا ؟ “

الجواب هو ان لا نغير مانحن عليه بل نغير الطريقة التي نعيش بها ؟؟

تقى زهير