المضادات الحيوية قبل قلع الأسنان

      التعليقات على المضادات الحيوية قبل قلع الأسنان مغلقة

المضادات الحيوية قبل قلع الأسنان

إذا كان هناك التهاب بالسن وقرر طبيب الأسنان أنه يجب قلعه، هل يحتاج المريض لأخذ مضاد حيوي قبل قلع الضرس؟ نجد أن بعض أطباء الأسنان يصر على تأجيل القلع وإعطاء وصفة لمضاد حيوي أولًا، وكذلك بعض المرضى يطلبون من الطبيب التأجيل والوصفة.استطلاعي لآراء المرضى أظهر وجود قناعة بالحاجة للمضادات الحيوية، واستطلعت آراء الأطباء قبل فترة ووجدت أن نسبة كبيرة تصفها رغم اقتناعهم بعدم وجود حاجة لها علميًا.

من النادر أن يحتاج المريض لمضاد حيوي قبل قلع الضرس أو أن يحتاج لتأخير العلاج لبعد تناول المضادات الحيوية لبضعة أيام أولًا، وذلك لأن أفضل طريقة لعلاج أي التهاب هي إزالة سبب الالتهاب-وهو السن في هذه الحالة.قلع السن المصاب كفيل بإزالة الالتهاب في الغالبية العظمى من الحالات.

لا يحتاج المريض لتناول المضادات الحيوية إلا في حالات نادرة منها على سبيل المثال :

١.إذا كان الالتهاب منتشرًا إلى الأنسجة العميقة في الفم أو الوجه مما يمنع إزالة الصديد والخراج المتجمع بمجرد قلع السن

٢.إذا كان هناك انتشار للالتهاب إلى أعضاء أخرى في الجسم، ويرى ذلك عادة في ارتفاع درجة الحرارة أو تضخم الغدد اللمفاوية في منطقة العنق أو أماكن أخرى

٣.في حالة وجود بعض الأمراض التي تقلل من مناعة الجسم وبالتالي قدرته على مقاومة الالتهابات من غير مساعدة إضافية من الأدوية، كبعض أمراض صمامات القلب وبعض حالات داء السكر، ولكن فقط إن كانت الحالة شديدة أو مستوى السكر غير منظم

إذا وجدت واحدة أو أكثر من هذه الأمور قد يكون إعطاء المضادات الحيوية قبل أو بعد قلع السن ضروريًا.ولكن يجب تذكر أن هذه الحالات الشديدة يكون من الواجب علاجها من قبل الأخصائي أو حتى إحالتها لقسم الطوارئ في بعض الأحيان،ولا يكفي إعطاء المريض وصفة لمضاد حيوي وصرفه من العيادة.

يقال أحيانا أنه يجب إعطاء المريض مضادا حيويا لعدة أيام حتى تخف حدة الالتهاب لأنه لا يمكن تخدير السن المصاب إذا كان ملتهبًا، هذا القول فيه شيء من الصحة من الجانب النظري، ولكن عمليًا توجد العديد من الطرق التي يمكن إستخدامها من قبل الطبيب لتجنب هذا العائق النظري وتخدير السن بشكل كاف.

 

لماذا لا يجب وصف المضادات الحيوية ؟

لماذا لا تعطى المضادات الحيوية مع التهابات الأسنان ؟ قد يتساءل البعض:ما هي المشكلة في إعطاء المزيد من الضمانات بإزالة الالتهاب والعدوى؟ فإن لم يساعد المضاد الحيوي فإنه لن يضر ، أليس كذلك؟ الإجابة هيلا!فقد يسبب ذلك أضرارًا خطيرة.

المضادات الحيوية هي الوسيلة الوحيدة المتاحة لمكافحة بعض أنواع البكتيريا.مشكلة استخدام المضادات الحيوية هي أن الكثير من البكتيريا كوّن“حصانة”أو مناعةمع مرور الوقت ضد المضادات الحيوية ، أو ما يسمى“المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية“.في كل مرة يتم إعطاء المريض مضادًا حيويًا ،“تتعلم”البكتيريا كيف تقاوم آثار هذه الأدوية ، فتضعف فعالية المضادات شيئا فشيئا بعد كل استخدام لها.

في واقع الأمر، بلغت مشكلة مقاومة الجراثيم للمضادات الحيوية من الانتشار درجة جعلت الكثير من المضادات الحيوية غير مفيدة ولا يمكنها مكافحة أي نوع من الالتهابات أو العدوى.كما تم رصد العديد من الالتهابات“المقاومة للأدوية”في السنوات الأخيرة والتي سببتها البكتيريا التي لا تتأثر بالعديد من أنواع المضادات الحيوية التي كانت فعالة في السابق.

أصبح الوضع من الخطورة لدرجة أنه تم إصدار تحذيرات رسمية كثيرة من قبل العديد من المنظمات الصحية في جميع أنحاء العالم فيما يتعلق بهذه المشكلة.

لماذا يعطي أطباء الأسنان المضادات الحيوية إذن ؟ 

معظم أطباء الأسنان على علم بهذه التوصيات ، ولكن البيانات والإحصائيات المتوفرة تبين أنه يتم وصف المضادات الحيوية بكثرة لمرضى الأسنان في الكويت(ودول أخرى)، ومعظم الوصفات تكون لحالات لا يوجد لها مبرر علمي واضح فما السبب إذًا ؟

الغالبية العظمى من أطباء الأسنان الذين يصفون المضادات الحيوية يفعلون ذلك بسببضغوط خارجية:

١.ضغوط من المرضى الذين يطلبون المضادات الحيوية لأنهم يعتقدون أنها ضرورية ولازمة من خلال تعاملهم مع أطباء آخرين كانوا يصفونها لهم بشكل دائم

٢.ضغوط من أطباء أسنان آخرين ومسئولين يعتقدون بأهميتها

٣.خوفًا من مواجهة أية مشاكل قد تحدث إذا حصل التهاب في وقت لاحق وبالتالي لوم المريض للطبيب على ذلك

٤.سبب لا يعترف به الكثيرون هو أنه في النظام المستخدم في العيادات-حيث يوجد الكثير من المرضى وليس ما فيه الكفاية من الوقت-قد يكون من الأسهل أن يوصف مضاد حيوي للمريض ويعود في يوم آخر بدلًا من اضطراره للانتظار وقتا طويلا وهو يتألم من السن.تجرى حاليا محاولات لتحسين النظام للسماح بالمواعيد بدلا من الحالات الطارئة فقط ، فيؤمل أن تتلاشى هذه المشكلة مع الوقت.

لاحظ أن هذه الأسباب هي أسباب ” اجتماعية ” أو متعلقة بنظام العمل وليست أسبابا ” علمية ” تبرر وصف المضادات الحيوية للحاجة الفعلية لها من الناحية الطبية.بينماقرارات العلاج يجب أن تكون مبنية على أسس علمية واضحة، وليس لأي أسباب أخرى

ما هو دورك كمراجع ؟

للمراجع -أو المريض- دور مهم في هذه المسألة.فيما يلي بعض الأشياء التي يمكنك القيام بها:

١.عدم الإصرار على أن يصف لك الطبيب مضادًا حيويًا إذا لم يرى الحاجة لذلك

٢.إذا وصف الطبيب مضادًا حيويًا ، أسأله عن السبب؟ أبلغه باطلاعك على مشكلة مقاومة البكتيريا للمضادات الحيوية.هذا الأمر سيجعل طبيب الأسنان أكثر ارتياحًا بشأن ما إذا كنت في حاجة الى وصفة طبية أم لا.فإذا قام بوصف مضاد حيوي ، سيكون ذلك بناء على أساس الحاجة الفعلية لوصفه ، وليس بسبب الخوف من لوم المريض له.

٣.يجب أن تعلم أن الالتهابات بعد قلع الأسنان نادرة للغاية(أقل من1٪ من الحالات)، وإذا حدث التهاب فيمكن علاجه بسهولة.تعرّف على العلامات الدالة على وجود الالتهاب(مثل الحمى ، أو تورم الوجه)وتوجه على الفور لتلقي العلاج إن وجدت

٤.يجب أن تعلم أيضا أن الدراسات العلمية تشير إلى أن فرصة حدوث العدوى أو الالتهابات هي نفسها سواءً تم وصف المضادات الحيوية قبل العلاج أم لا، وأن الالتهابات – إن حدثت-ستكون في الغالب في المرضى الذين يعانون من مشاكل صحية أخرى ، ونادرًا ما تحدث في المرضى الأصحاء

٥.إذا وصف لك مضاد حيوي لوجود حاجة فعلية له ، يجب أخذ الدواء بدقة كما تم وصفه ، وحتى الانتهاء من جميع الأقراص/الكبسولات، من أجل تقليل فرصة حدوث المقاومة البكتيرية للمضادات الحيوية

ويجب تذكر أن هذه الإرشاداتلا تنطبق على مراجعات طبيب الأسنان فقط ، ولكن على المواعيد الطبية الأخرى أيضًا.فهناك الكثير من المضادات الحيوية التي تصرف من الأطباء الآخرين دون داعٍ صحي واضح.

كن على علم واضح بحالتك وتعرف على الأعراض وطرق العلاج الخاصة بها ، ولا تتردد في طرح الأسئلة لمعرفة المزيد.تثقيف نفسك صحيًا هي أفضل وسيلة لضمان حصولك على أنسب علاج ، وبأقل مضاعفات.

مصطفى محمود