زراعة الأسنان ثورة في طب الأسنان الحديث
تعد زراعة الأسنان (Dental implant) حالياً التطور الأكبر لطب الأسنان إذ أنها تعالج فقدان الأسنان دون الحاجة إلى توريط أي من الأسنان محل الفقد , للزراعة السنية نسبة نجاح جيدة و تعتمد على التبريد الجيد للعظم أثناء العمل و عقامة المنطقة و إتقان وضع الزرعة و محور تشابكها مع الأسنان المقابلة .
تعتبر عملية زراعة الأسنان أو غرس الأسنان ثورة بالفعل في عالم طب الأسنان الحديث ، لأنها تعيد الأسنان التي فقدت على مر السنين و تعيد للفم الابتسامة و الجمال الضائع و أيضاً تعيد عملية المضغ الطبيعي للطعام ، و لا يخفى على أحد كم يؤثر عملية المضغ السليم على هضم الطعام وعلى الصحة بشكل عام ، بالإضافة إلى أن زراعة الأسنان تحافظ على عظم الفكين من الامتصاص والضمور .
ماهي فوائد زراعة الأسنان ؟
1. تعتبر البديل الأفضل بين بدائل الاستعاضة الأخرى سواء الثابتة أو المتحركة حيث التركيبات الثابتة تحتاج إلى نحت الأسنان المحيطة بالسن المفقود وهو جزء من السن لا يمكن استعادته فيما بعد وقد يعرض الأسنان للحساسية والتسوس .
2. كما أن التركيبات المتحركة تكون عرضة للحركة أثناء الأكل والكلام مما يسبب الإزعاج والإحراج مما تأثر في ضمور عظم الفك .
3. تحافظ على عدم ضمور العظم مكان الأسنان المفقودة وتحافظ عليه .
4. تحافظ على الأسنان الطبيعية الموجودة وتبقيها سليمة .
5. عند فقدان أحد الأسنان واستعاضته بالطرق التقليدية، فإننا بحاجة الى نحت الأسنان السليمة المحيطة بالسن المفقود .
6. الحصول على أسنان ثابتة مثل ثبات الأسنان الطبيعية (سواء استخدمت لاستعاضة سن واحد أو جميع الأسنان) حيث لا تتحرك أثناء المضغ أو الكلام وغير ذلك .
7. استعادة الثقة بالنفس بعد أن يحصل الإنسان على استعاضة ثابتة وجميلة الشكل كالأسنان الطبيعية .
8. تساعد على ثبات واستقرار التركيبات المتحركة للأسنان بشكل فعال وبالتالي تجنب الإحراج أثناء الأكل أو الكلام وتحسن القدرة على المضغ .
أنواع زراعة الأسنان :
هناك العديد من أنواع زراعة الأسنان ، و يعتمد اختيار النوع المناسب على صحة عظام الفك ، و عدد الأسنان المرغوب استبدالها ، والأفضلية عند المريض .
1) ترقيع العظام لزراعة الأسنان :
يجب توافر كمية مناسبة ذات جودة عالية من عظام الفك، وذلك لتثبيت جذر من التيتانيوم، ولكن عند نقص إحدى العنصرين، يقوم المريض بعملية ترقيع العظام المتطلبة في هذه الحالة للزراعة، وبعد هذه العملية التي تحتاج من ثلاث إلى ستة شهور حتى تلتئم، يقوم المريض بعمل الزراعة .
• وهناك نوعين من عمليات الترقيع :
1. الترقيع باستخدام عظام حقيقية، يقوم الطبيب بأخذ قطع من الفك السفلي أو العلوي للمريض لاستخدامها في الترقيع، ولكن في بعض الأحيان قد يضطر الطبيب إلى أخذ قطع من منطقة الفخذ، عند الحاجة إلى كمية أكبر من العظام .
2. الترقيع باستخدام هرمون محفز لنمو العظام، حيث يضع الطبيب في منطقة الزراعة قطعة من الإسفنج المصنوع من الكولاجين الصناعي مبلل بهذا الهرمون، وسينمو هذا الاسفنج في صورة عظام في خلال عدد من الأسابيع .
2) زراعة الاسنان التقليدية :
تجهيز عظام الفك : في هذه الطريقة ؛ يقوم الطبيب بإزالة الأسنان المريضة ، مما يتطلب قضاء فترة من الوقت تصل إلى ثلاثة شهور ؛ و ذلك لإلئام عظام الفك بعد هذه العملية ، و تكون الخطوة الثانية هي زراعة جذر تيتانيوم في عظام الفك ، و يكون هذا الجذر بمثابة دعامة لسن أو لعدة أسنان صناعية ؛ معتمدًا في ذلك على موقعها بالفم ، والحمل الذى يستطيع تحمله ، و يعتمد الوقت المقضي بين إزالة الأسنان المريضة ، وعملية الزراعة على نوع الأسنان المزالة ، و عدد الجذور المستبدلة .
3) زراعة الاسنان السريعة :
تستخدم هذه الطريقة عندما يكون الفراغ المخلف من خلع الأسنان المريضة أصغر من حجم المعهود من الأسنان المزروعة ، وفي هذه الحالة ، يمكن للسن المزروع أن يلتحم مع الأسنان الأصلية في منطقة السن المزال، ويكون دائم الثبات .
كيف تتم زراعة الأسنان ؟
تمر عملية الزراعة في عدة مراحل :
1. المرحلة الأولى :
تتم فيها وضع الغرسات المصنعة من معدن التيتانيوم الخالص في عظم الفك مكان السن المفقود .
2. المرحلة الثانية :
الالتئام وفيها ما يحدث الالتحام العظمي (Osseointegration) بين عظم الفك والغرسة، ويستغرق ذلك ثلاثة أشهر للفك السفلي و ستة أشهر للفك العلوي .
3. المرحلة الثالثة :
التركيب فوق الغرسة والتي يتم فيها تركيب سن يشبه الأسنان الطبيعية من حيث الشكل واللون، وتشتمل هذه المرحلة على عدة جلسات ضرورية لعمل التركيبة النهائية، كأخذ طبعات للفم وتجربة التركيبة النهائية قبل تثبيتها بشكل نهائي .
ما هي الحالات المناسبة لزراعة الأسنان ؟
زراعة الأسنان هي الحل المثل للأسنان المفقودة سواء ضرس أم مجموعة أضراس أو جميعها ، وتصلح لكبار السن ومتوسطي الأعمار ، وينصح بتأخير عملها للأطفال حتى يبلغوا الثامنة عشر من عمرهم مع الأخذ بعين الاعتبار نوعية وكمية العظم كعامل مهم وأساسي والتي على ضوئها يقرر طبيب الأسنان مدى صلاحية الحالة لزراعة الأسنان .
هل هناك موانع صحية قد تحول دون إجراء عملية زراعة الأسنان ؟
بالطبع هناك موانع صحية تحول دون إجراء عملية الزراعة مثل عدم قدرة المريض على تحمل أي عملية جراحية لأصابته بأمراض خطيرة قد تؤثر على التئام العظم و اللثة مثل الحالات المتطورة لأمراض نقص المناعة والاضطرابات العظمية أو الدموية وكذلك التذبذب الشديد لمستوى السكر في الدم أو تعرض المريض لجرعات عالية من الأشعة العلاجية ، فهذه الحالات تؤثر بشكل خطير على نجاح زراعة الأسنان ، و هناك حالات أخرى تؤثر بشكل نسبي على نجاح الزراعة و ينصح بمعالجتها أولا ثم وضع غرسات الأسنان ومن هذه الأمور كثرة التدخين وإهمال العناية بصحة الفم من قبل المريض ، ويظل طبيب الأسنان المختص هو الذي يقرر صلاحية الحالة للزراعة من عدمها .
هل يستغرق تعويض الأسنان المفقودة عن طريق الزراعة وقتاً طويلاً ؟
تتراوح الفترة التي تستغرقها الزراعة من ثلاثة إلى ستة أشهر وقد تكون أطول من ذلك، وهذا يرجع إلى حالة المريض ومدى استجابة العظم للزراعة. وخلال فترة العلاج يتم تعوض المريض للأسنان المفقودة بالبدائل السنية المؤقتة حتى يحين موعد التركيب النهائي .
هل عملية زراعة الأسنان مؤلمة ؟
تتم عملية زراعة الأسنان تحت التخدير الموضعي لذلك هي غير مؤلمة ، و لكن قد يشعر المريض في بعض الأحيان بانتفاخ بسيط أو قد يشعر بعدم الراحة خلال بضعة أيام بعد العملية و هذا الأمر قد يصاحب أي عملية جراحية أخرى تجرى في الفم و الأسنان كعملية خلع الضرس “على سبيل المثال” مما يجعل طبيب الاسنان بصرف أدوية لتخفيف الألم والالتهابات .
هل من الممكن أن يرفض الجسم زراعة أو غرسة الأسنان ؟
إن الجسم لا يرفض غرسة الأسنان كما يحدث في زراعة القلب والكلى ، و لكن لا يعني هذا أن غرسات الأسنان لا تفشل و لكن فشلها يكون مرتبط بعوامل أخرى كعدم مراعاة الخطوات السليمة في العملية الجراحية ، أو تحميل الغرسات بقوة أكثر مما تحتمل ، أو الأمراض المؤثرة على الالتئام العظمي و مصاب بها المريض .
بينما غرسات الأسنان المصنوعة من مادة التيتانيوم متلائمة مع أنسجة الجسم وتلتحم مع العظم المحيط بها ، وهذه المادة تستخدم بشكل كبير في المجال الطبي لتعويض أجزاء الجسم .
اسباب فشل زراعة الاسنان :
1. فشل الاندماج العظمي :
الاندماج العظمي ” Osseointegration” هو اندماج أو التحام جذور الأسنان الصناعية مع عظام الفك حيث يحدث هذا الالتحام على مدى عدة أشهر بعد عملية زراعة الأسنان .
غالبا ما يكون سبب فشل عملية زراعة الأسنان هو فشل التحام الزرعة مع عظام الفك حيث تكون أعراض فشل الاندماج العظمي هو حركة الزرعة من مكانها أو ظهور علامات فقدان عظام الفك .
يمكن أن يحدث فشل الاندماج العظمي بسبب عدة عوامل منها :
• وضع الزرعات في أماكن غير صحيحة .
• حجم وكثافة عظام الفك غير مناسبة .
• الحمولة الزائدة على الزرعة السنية .
• تلف الأنسجة المحيطة بالزرعة .
• الإصابة الجسدية مثل ضربة في الوجه .
• حدوث كسر في الزرعات .
2. الإنتان :
الإنتان “Infection” يمكن أن تحدث بسبب وجود البكتيريا أثناء عملية زراعة الأسنان أو بعد الجراحة بسبب تدني مستوى نظافة الفم والأسنان .
يمكن للعدوى أن تسبب التهاب اللثة و التهاب العظام المحيطة بالزرعة periimplantitis مما قد يسبب فقدان عظام الفك وفشل عملية زراعة الأسنان .
بعض الحالات يمكن علاجها ولكن في معظم حالات العدوى يجب الزرعة التي تم وضعها .
هناك حالات لا تحدث فيها العدوى إلا بعد عدة أشهر أو سنوات بعد عملية زراعة الأسنان .
المرضى الذين يعانون من مرض السكري والمدخنين أو الذين يعانون من سوء صحة الفم والأسنان هم أكثر عرضة للإنتانات. التدخين يقلل بشكل ملحوظ من معدل نجاح عملية زراعة الأسنان .
3. ضرر الأعصاب والأنسجة :
هذه المشكلة نادرا ما تحدث، حيث يحدث ضرر للأنسجة المحيطة بزرعة الأسنان ، وخصوصا الأعصاب .
عندما يتم وضع الزرعة قريبة جدا من الأعصاب خلال عملية زراعة الأسنان، قد يعاني المريض من آلام مزمنة وشعور بالوخز أو التخدير في الخد واللثة واللسان والشفتين والذقن .
ضرر الأعصاب يمكن أن يكون مؤقتا أو دائما ، و في جميع الحالات تقريبا يجب إزالة الزرعة التي تم غرسها .
كما هو الحال في معظم العمليات الجراحية، يمكن حدوث بعض الضرر للأنسجة أثناء إجراء عملية زراعة الأسنان .
بعض النزيف والألم أمر متوقع لبضعة أيام بعد الجراحة ويجب اتباع النصائح والإرشادات بعد عملية زراعة الأسنان، ولكن إذا كان الألم شديد والنزيف مفرط أو مستمر لفترة طويلة، يجب الاتصال بطبيب الأسنان .
4. مشكلات الجيوب الأنفية :
الجيوب الأنفية تشكل تحديا كبيرا خلال عملية زراعة الأسنان في الفك العلوي .
وجود الجيوب الأنفية وعدم كفاية نوعية وكمية العظم في الفك العلوي الخلفي، يجعل إجراء عملية زراعة الأسنان في هذه المنطقة صعب.
لجعل عظام الفك مناسبة لعملية زراعة الأسنان قد يقوم جراح الفم بإجراء بعض الإجراءات الجراحية منها رفع الجيوب الأنفية لتوفير مساحة كافية لثبات الزرعة، والهدف من ذلك تكوين المزيد من العظام من أجل دعم زراعة الأسنان .
ومع ذلك، إذا تمت زراعة الأسنان في تجويف الجيوب الأنفية، قد تصاب المنطقة بالعدوى وتصبح ملتهبة .
يمكن اكتشاف ذلك بسهولة بواسطة الأشعة السينية أو الأشعة المقطعية، ويمكن علاج هذه المشكلة بواسطة جراحة تصحيحية. إذا كان المريض يعاني من مشاكلات الجيوب الأنفية، يجب إبلاغ الطبيب بذلك قبل إجراء عملية زراعة الأسنان .
مخاطر وأسباب أخرى لفشل زراعة الأسنان :
• رفض الجسم لزراعة الأسنان : مثل عمليات زراعة الأعضاء، من الممكن أن يرفض جسم المريض زراعة الأسنان, حيث أن جسم المريض يعتبر الزرعة جسم غريب لا ينتمي له.
• فشل الزرعة : على الرغم من أنها مصنوعة من معدن (غالبا ما يكون التيتانيوم)، من الممكن أن تتعرض للثني والكسر.. حدوث الكسر في الوقت الحالي أقل شيوعا بكثير مما كان عليه قبل سنوات بفضل التقدم في مجال التصميم والمواد المستخدمة في زراعة الأسنان، ولكنه لا يزال ممكنا.
• الزرعة من الممكن أن تتعرض للكسر ، إذا ما تعرضت لقوى مفرطة مثل ضربة على الوجه أو الضغط المفرط نتيجة طحن الأسنان .
• رد فعل تحسسي : تتم معظم عمليات زراعة الأسنان في الوقت الحالي باستخدام سبيكة التيتانيوم التي تحتوي على النيكل .. في حالات نادرة جدا، قد يعاني المريض من رد فعل تحسسي أو التهاب تحسسي من التيتانيوم والأعراض يمكن أن تتراوح من الحكة إلى متلازمة التعب المزمن.
حالات قد يحظر فيها زراعة الاسنان :
هناك عدد من الظروف والعوامل الخارجية التي يمكن أن تحظر عملية زراعة الأسنان ، ويجب أن تؤخذ النقاط التالية بعين الاعتبار :
• عدم القدرة على تحديد موقع العصب الأساسي في الفك السفلي .
• ارتفاع أو عرض أو طول عظام الفك غير مناسبة .
• مرض السكري من النوع الثاني ” Type II” غير المنضبط .
• طحن الأسنان (صرير الأسنان) .
• التدخين .
هل تتم عملية زراعة الأسنان بنجاح دائما ؟
نظرا للتقدم المستمر في طرق زراعة الأسنان والتطور الهائل في المواد المستخدمة ، نجد أن نسبة النجاح عالية جدا تصل إلى 95%الفك السفلي و90% في الفك العلوي .
في حالة فشل غرسة الأسنان فهل بالإمكان وضع غرسة أخرى مكانها ؟
يعتمد ذلك على كمية العظم الموجودة بعد إزالة الغرسة الفاشلة , وعادة ينتظر إلى أن يلتئم الجرح و يتكون العظم بشكل كاف ثم توضع غرسة أخرى .
يقال أن غرسات الأسنان لا تصاب بالتسوس كونها معدنية , فهل لابد من تفريشها ؟
ان هذه المعلومة صحيحة إن غرسات الأسنان لا تصاب بالتسوس , ولكن تصاب بالتهابات اللثة حولها مما يؤدي إلى فشلها ، لذلك يجب على المريض التنظيف لإزالة الترسبات البكتيرية المتراكمة حولها .
كيف تحافظ على السن المزروع ؟
لكي تحافظ على السن المزروعة اتبع ما يلي :
• الحفاظ على نظافة وصحة الفم، فكما هو الحال لدى الأسنان الطبيعية واللثة، يجب الحفاظ أيضا على نظافة وصحة الأسنان المزروعة. ويذكر أن هناك فراشي أسنان خاصة بالأسنان المزروعة .
• الانتظام بزيارة طبيب الأسنان كل 6-12 شهرا حتى وإن لم يكن هناك حاجة لذلك .
• تجنب العادات المؤذية للأسنان، والتي تتضمن مضغ المواد الصلبة ، كالبونبون (الملبس) الصلب أو الثلج , وتجنب تلطيخ الأسنان ، والذي ينجم عن التبغ أو الكافين (البنين) , وعلاج صرير الأسنان لدى المصابين به.
زينب رشيد ..