تغيير الواقع والتخيل الابتكاري
بفرض أنك قد أعددت نفسك , لحضور اجتماع ما وإلقاء كلمة فيه , وعندما حضرت الاجتماع كان أداؤك وتلقائيتك سلبية ..
خرجت من الاجتماع وأنت تشعر بالضيق والحزن , وخزنت هذه التجربة , فإذا حدث بعد ذلك موقف مشاب ه, فإن العقل يفتح لك الملف الذي خزنت فيه التجربة السابقة . ومن هنا تتولد لديك الرهبة الاجتماعية من الاجتماعات ؛ لأنه قد فتح هذا الملف ولم يتم إغلاقه . فإن تعلمت تغيير الواقع بالتخيل , بأن ترجع إلى الماضي بالساعة النفسية , وتفتح هذا الملف وتغير تعبيرات وجهك وتحركات جسمك بالطريقة التي كنت تفضل أن تحدث , وتغير معدل تنفسك و كلامك الذي كنت تنوي قوله , وتكون من ذلك أحاسيسك وتربطها به , و بهذا تغير إدراكك للواقع , وعندما يفتح العقل هذا الملف سيجد أن هناك إدراكاً وأحاسيس جديدة , ثم تخيل نفسك في المستقبل و استخدم هذه الأحاسيس القديمة أو الجديدة , و سيختار بينها الأحاسيس الأقوى التي ارتبطت بأفكار قد ألححت عليك وكررتها.
فمغزى هذه العملية هو تغيير الإدراك لتغيير الواقع , فأنت تزود العقل بإدراك جديد , ليعطيك إدراكاً جديد اً, فأنت قد كسرت وحطمت الحالة الأولى , ثم وضعت إلى جوارها حالة جديدة , و بتصميمك على الحالة الجديدة تتكون عادات جديدة , وتختفي الحالة القديمة والعادات المرتبطة بها , فعليك أن تخزّن في ملفاتك العقلية ما ترغب فيه ويعود بالنفع عليك ويطور حياتك.
تذكّر أي تحد اعترضك في الماضي , وتذكر تفاصيله , وعش أحداثه كأنه يقع الآن , وانظر إلى أي مدى سوف يضايقك ؟ ثم خذ شهيقاً عميقاً , وانظر حولك , هذا نسميه ” كسر الحالة” أي اخرج من الحالة السلبية , ولا تبن حالة على أخرى ؛ لأنه من الممكن أن تكون الحالة الأولى سلبية فتؤثر سلباً على ما يليها من حالات , سل نفسك ” إذا عدت إلى الماضي هل ستتصرف بنفس الطريقة ؟ “
أغلق عينيك , وتخيل نفسك في الماضي وغيّر كل ما تريد تغييره : تعبيرات وجهك , وهيئة جسمك , ومعدل تنفسك , وحدّث نفسك بطريقة أفضل , ثمّ انتقل إلى المستقبل وضع نفسك في موقف مشابه , واسلك وتصرّف بنفس الطريقة الجديدة التي ترغب فيها , حتى تشعر بالسعادة , ثم عد إلى الحاضر وخذ شهيقاً عميقاً ببطء , ثم ادفعه من صدرك بقوة , ثم فكّر فيما كان يضايقك , و انظر ماذا تشعر نحوه.
إنّ تغيير الماضي في الواقع من أقوى الأساليب التي من الممكن أن تصنع تغييراً في حياتك . إنّ كل النظريات الحديثة تقوم على اكتشاف استراتيجيات الناجحين وتدريسها وتعليمها للناس , فهي تقوم على تمثيل النموذج البشري المتميز .