أسرار القوة الذاتية
استخرج العملاق الذهبيّ من داخلك!
أنت أقوى مما تتوقع
أنت قوي، أنت أقوى بكثير مما تتخيل. إذا قبلت هذا المفهوم وبنيت عليه تصرفاتك وسلوكياتك، فستكون أكثر سعادة بكثير مما كنت عليه قبل أن تتبناه، ستكون قادراً على إنجاز أمور لم تكن تتوقع أن تنجزها. سيصبح بمقدورك أن تنجز أي شيء تريده في الحياة.
عميقاً في داخلك تكمن القوى الذهبية بانتظار أن تكتشفها وتستخدمها، تماماً كما تحكي لنا قصة “بوذا الذهبي”.
بداخلنا ذهب !! منذ مئات السنين تناهى إلى أسماع الرهبان السياميين أن الجيش البورمي يعد للهجوم على الصين وتايلاند ، وعندما تأكد الأمر ، وأدرك الرهبان السياميين أن مدينتهم معرضة للغزو لا محالة، قاموا بتغطية تمثالهم الذهبي الثمين بطبقات من الطين الصلصالي لكي يبعدوه عن أعين الغزاة.
للأسف قام البورميون بذبح جميع الرهبان السياسيين، ومات سر التمثال الذهبي معهم. وفي أحد الأيام عام 1957، كان الرهبان البورميون في المعبد يقومون بنقل بوذا الطيني من معبدهم إلى مكان جديد. كان الدير قد نُقل من مكانه بسبب اضطرار الحكومة إلى إزالة المبنى القديم لأن طريقاً سريعاً سيمر من المكان الذي يتواجد فيه. كان التمثال ثقيلاً لدرجة أنه بدأ يتشقق عندما بدأت الرافعة بتحريكه، وزادت الأمطار المنهمرة بغزارة الأمر سوءاً..
قرر الكاهن الأكبر المسؤول عن سلامة التمثال إعادة التمثال إلى مكانه الأول خوفاً عليه من الأمطار المتساقطة ، وفعلاً أعيد التمثال , وفي وقت متأخر من ليل ذلك اليوم عاد الكاهن الأكبر ليتفقد التمثال ويتأكد من أنه قد جف , سلط الكاهن ضوء الكشاف الذي كان يحمله في يده على التمثال ، فلاحظ وميضاً يصدر عن أحد التشققات الطينية التي كانت تكسو التمثال ، فاستغرب الأمر , اقترب من التمثال ليتحرى مصدر هذا الوميض فأحس أن هذا الغلاف الطيني يغطي شيئاً , ذهب ليحضر إزميلاً ومطرقة من الدير وبدأ يزيل طبقات الطين ، وما إن بدأ يزيل الطبقات الطينية حتى أخذ البريق الخفيف بالاتساع , وبعد ساعات من العمل وجد الراهب نفسه يقف وجهاً لوجه أمام بوذا الذهبي !
بقي تمثال بوذا الذهبي الثمين مختفياً قروناً من الزمن ، يغطيه الطين إلى أن واتته الفرصة وانكشف عنه الطين على يد أحدهم.
اكتشف أعماقك.. هناك يكمن عملاق ذهبي:
تذكر : بوذا الذهبي يشبهك ويشبهني ويشبه كل إنسان
توقّف عن دفن نفسك بالطين عميقاً في داخلنا عملاق ذهبي ينتظر أن يشع من خلالنا، إلا أن الكثير من الأفراد يسيرون في الحياة دون أدنى فكرة عن القوة الحقيقية التي يمتلكونها. هم يعيشون حياة أقل بكثير من مقدراتهم وإمكاناتهم .. والأسوأ أنهم يعتقدون أنهم فاشلون ولا أهمية لهم في هذه الحياة، بل وضعفاء, هم يعتقدون أن النجاح والسعادة أمران خارج نطاق سيطرتهم، هم يعتقدون أن حياتهم لا تعدو أن تكون ألماً مركباً وأنه ليس باستطاعتهم القيام بأي شيء لتغييرها..
الآن، قد تقول (ولكنك لا تعرفني، أنت لا تعاني من المشاكل التي أعاني منها، أنت لا تعرف كيف تربيت، ولا تعرف كثيراً عن بيئتي), نعم يمكنك أن تقول هذا، إلا أنه لسوء الحظ كلما قلت هذه العبارات كلما زدت من الطبقات الطينية التي تغطي جوهرك الذهبي.
دعني أعطيك فكرة عن القوة الذهبية التي تمتلكها, لديك عينان تؤهلانك لتمييز عشرة ملايين لون على الفور.. عندما طور إدوين لاند آلة التصوير البديعة البولارويد، كانت مقدراتها محدودة، بالرغم من كونها ثورة في عالم التقنيات، فلكي تخرج لوناً واحداً عليك أن تمضي ساعة كاملة، أما أنت فيمكنك تمييز 10 ملايين لون في الحال!
أنت تفتح عينك وتغلقها في اليوم 17.000 مرة، وهذا يحمي عينك من الجفاف ويبقيها رطبة، وبذلك تبقى الرؤية لديك واضحة. يدق قلبك في اليوم 100.000 مرة ليضخ أكثر من 6.000 لتر من الدم. لو أنك وضعت شبكة الأوعية الدموية التي تنقل الدم على شكل خط مستقيم موصول فستحصل على وعاء بطول 60.000 ميل. لو وضعت كل عضلاتك معاً وجذبت باتجاه واحد فيمكنك أن تجذب 25 طناً. وكما يقول إيرل نايت أنغل في كتابه “القيادة في الميدان “: (( لو وصلت الطاقة التي تمتلكها إلى أحد البلدان، لتمكنت من توليد الكهرباء لمدة أسبوع كامل )) .
لذلك عندما يقول أحدهم “لا أستطيع”، أقول: ” الحقيقة هي أنك لا تريد، ولكنك تستطيع”. نعم أنت قوي جداً، في كل يوم نحن نكتشف شيئاً جديداً حول مدى قوتنا، أنا أعتقد جازماً أن كلاً منا يمتلك القوة ليكون ما يريد ويفعل ما يشاء في الحياة عندما نقرر أن نزيل الغبار عن العملاق الذهبي القابع في داخلنا.
والان اسأل نفسك !!
• ألم يحن الوقت المناسب لتستخدم إمكانياتك الحقيقية في حدها الأعلى؟
• ألم يحن الوقت لتصبح الشخص الذي تريد أن تكونه؟
• ألم يحن الوقت لطرد العواطف السلبية وتستشعر السعادة الحقيقية؟
• ألم يحن الوقت لتحدث تغييراً في حياتك وحياة من تحبهم؟
• ألم يحن الوقت لتقول: “الحمد لله على جميع النعم التي أنعمها علي، أعدك يا الله أن أستخدمها بكل ما أوتيت من قوة”؟
” لرائد التنمية البشرية د. ابراهيم الفقي “
اعداد : زينب رشيد