التفكير الناقد

      التعليقات على التفكير الناقد مغلقة

مقدمة

يتم عادةً تصنيف مهارات التفكير إلى قسمين:
1.    مهارات التفكير الأساسية: مثل التذكر، والملاحظة، والتصنيف، والمقارنة.. الخ.
2.    مهارات التفكير العليا: مثل حل المشكلات، اتخاذ القرار، التفكير الإبداعي، التفكير الناقد.
ونلاحظ أن مهارات التفكير الأساسية مثل حروف اللغة، ومهارات التفكير العليا مثل الكلمات، وبدون الحروف لا تنتج الكلمات.
وسوف نركز في هذا الفصل على مهارة التفكير الناقد

التفكير الناقد

 والذي ربما يتم تعريفة ب (المقدرة على التحقق من الافتراضات، الأفكار، هل هي حقيقية، أو تحمل جزء من الحقيقة، أو أنها غير حقيقية) وقد يتم تعريفة ب ” تفكير تأملي معقول يركز على ما يعتقد به الفرد أو يقوم بأدائه “، وهو فحص وتقويم الحلول المعروضة من أجل إصدار حكم حول قيمة الشيء.يأتي التفكير الناقد في قمة هرم بلوم، وهو أرقى أنواع التفكير، ويكون من وجهة نظر بلوم القدرة على عملية إصدار حكم وفق معايير محددة

أهمية تعلم التفكير الناقد

}        تظهر أهمية تعلم التفكير الناقد في عصر الانفجار المعرفي لمساعدة المتعلم على تحليل الأفكار والمعلومات التي يتلقاها .

}        الفرد الذي يمتلك مهارات التفكير الناقد يكون مستقلا في تفكيره متحررا من التبعية وقادر على اتخاذ قراراته

}        التفكير الناقد مهم في فهم المحتوى المعرفي للموضوعات الدراسية .

}        التفكير الناقد ينقلنا من التصديق الساذج لكل ما نسمع أو نقرأ

}      التفكير الناقد يساعد على اتخاذ قرارات صائبة قوية .

}      الاستقلالية ومقاومة التبعية البغيضة حتى لا يكون الخطأ متوارثا عبر الأجيال ( إنا وجدنا آبائنا على أمة وإنا على آثارهم مقتدون )

خصائص التفكير الناقد

}        تحديد المشكلة ويعني تحديد المشكلة بالضبط حتى لا نتوه في جزيئات خارج المشكلة .

}        فحص الأحداث لمعرفة ماذا حدث ؟ وكيف؟ هل هو فرصة أم خطر ؟ سلبي أم إيجابي ؟

}        تحليل الفرضيات بعيدا عن الانطباعات الشخصية والتحيزات الذاتية .

مهارات التفكير الناقد

1-    القدرة على تحديد المشكلة وفهمها وشرحها ، والتعرف على التفسيرات المنطقية

2-    جمع المعلومات ، والحقائق

3-    تقويم الحجج والبراهين والأدلة والإدعاءات وتحديد قوتها وتنفيذها ، والتمييز بين الحقائق والإدعاءات

معايير التفكير الناقد

يقصد بمعايير التفكير الناقد:

تلك المواصفات العامَّة المتَّفَق عليها لدى الباحثين في مجال التفكير، والتي تتخذ أساسًا في الحكم على نوعية التفكير الاستدلالي أو التقييمي الذي يمارسه الفرد في معالجته للمشكلة أو الموضوع المطروح، وهي بمثابة موجهات لكلٍّ من المعلِّم والطالب، ينبغي ملاحظتُها والالتزام بها في تقييم عملية التفكير بشكل عامٍّ والتفكير الناقد بشكل خاص، وحتى تُصبِح هذه المعايير جزءًا مكمِّلاً لنشاطات التفكير في الموقف التعليمي،  ومن أبرز هذه المعايير ما أورده الباحثان إيلدر وبول (Elder & Paul, 1996)، ونعرضه فيما يلي:

• الوضوح Clarity:

يعد الوضوح من أهم معايير التفكير الناقد، باعتباره المدخل الرئيس لباقي المعايير، فإذا لم تكن العبارة واضحة فلن نستطيع فهمَها، ولن نستطيع معرفة مقاصد المتكلم أو الطالب، وبالتالي لن يكون بمقدورِنا الحكمُ عليها بأي شكل من الأشكال، ، ومن بين الأسئلة الملائمة لذلك نذكر ما يلي:

• هل تستطيع أن تفحص هذه النقطة بصورة أوسع؟

• هل يمكن أن تعبر عن الفكرة بطريقة أخرى؟

• هل يمكن أن تعطيني مثالاً على ما تقول؟

• ماذا تقصد بقولك “….”؟

 • الصحة Accuracy:

يقصد بمعيار الصحة أن تكون العبارة صحيحة وموثقة، وقد تكون العبارة واضحة ولكنها ليست صحيحة، كأن نقول: “معظم النساء في الأردن يعمَّرن”، دون أن يستند هذا القول إلى إحصاءات رسمية أو معلومات موثقة، ومن الأسئلة التي يمكن استخدامها لاستقصاء درجة صحة العبارة:

• هل ذلك صحيح بالفعل؟

• كيف يمكن أن نفحص ذلك؟

• من أين جئت بهذه المعلومة؟

• كيف يمكن التأكد من صحة ذلك؟

 • الدقة Precision:

يقصد بالدقة التفكير بصورة عامَّة لاستيفاء الموضوع حقه من المعالجة والتعبير عنه بلا زيادة أو نقصان، ويُعرف هذا المعيار في فنون البلاغة العربية بـ”المساواة”، ومعناها أن تكون الألفاظ على قدر المعنى أو الفكرة بالضبط، وعليه فإن معيار المساواة لا يتحقَّق في عبارة إذا كانت تتضمن حشوًا للكلام أو بترًا له، وتوصف العبارة في حالة الحشو بـ”الإطناب”، بينما توصف في حالة البتر بـ‍ “الإيجاز”، وتفتقر في الحالتين للضبط والإحكام.

 ومن العبارات التي تتحقق فيها الدقة أو المساواة:

قال – تعالى -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ ﴾ [النحل: 90]، إن هذه الآية الكريمة لا تحتمل زيادة اللفظ، ولا إسقاط لفظ؛ لأن الزيادة لا تضيف فائدة، أما الإسقاط، فمن شأنه الإخلال بالمعنى؛ (عتيق، 1992).

• الربط Relevance:

يعني الربطُ مدى العَلاقة بين السؤال أو المداخلة أو الحجة أو العبارة بموضوع النقاش أو المشكلة المطروحة، ويمكن للمعلِّم أو الطالب أن يحكم على مدى الارتباط أو العلاقة بين المشكلة – موضوع الاهتمام – وبين ما يُثار حولها من أفكار أو أسئلة، عن طريق ملاحظة المؤشرات الآتية:

• هل تعطي هذه الأفكار أو الأسئلة تفصيلات أو إيضاحات للمشكلة؟

• هل تتضمن هذه الأفكار أو الأسئلة أدلة مؤيدة أو داحضة للموقف؟

 وحتى يتسنَّى التمييز بين العناصر المرتبطة بالمشكلة والعناصر غير المرتبطة بها، لا بد من تحديد طبيعة المشكلة أو الموضوع بكل دقة ووضوح.

 • العمق Depth:

تفتقر المعالجة الفكرية للمشكلة أو الموضوع في كثير من الأحوال إلى العمق المطلوب الذي يتناسب مع تعقيدات المشكلة أو تشعب الموضوع.

 وعلى سبيل المثال، فإن مشكلة التدخين مشكلة معقَّدة؛ نتيجة ارتباطاتها ومضاعفاتها التي تتجاوز الفرد إلى المجتمع، فإذا استخدمنا عبارة “التدخين ضار بالصحة” لحث المراهقين أو الشباب على عدم التدخين أو تركه، ثم توقَّفنا عند هذا الحد، فإن تفكيرنا ينقصه العمق المطلوب لمعالجة المشكلة، بالرغم من أن العبارة واضحة ودقيقة ومحكمة ومرتبطة بالموضوع.

 • الاتساع Breadth:

يوصف التفكير الناقد بالاتساع أو الشمولية عندما تؤخذ جميع جوانب المشكلة أو الموضوع بالاعتبار، ولتقييم مدى توافر هذا المعيار، يمكن إثارة عدة أسئلة من نوع:

• هل هناك حاجة لأخذ وجهة نظر أخرى بالاعتبار؟

• هل هناك جهة أو جهات لا ينطبق عليها هذا الوضع؟

• هل هناك طريقة أخرى لمعالجة المشكلة أو السؤال؟

 • المنطق Logic:

من الصفات المهمَّة للتفكير الناقد أو الاستدلال أن يكون منطقيًّا، وعندما يقال بأن فلانًا يفكِّر تفكيرًا منطقيًّا، فإن صفة “المنطق” هي المعيار الذي استند إليه الحكم على نوعية التفكير، ويقصد بـ “التفكير المنطقي” تنظيم الأفكار وتسلسلها وترابطها بطريقة تؤدي إلى معنى واضح، أو نتيجة مترتبة على حجج معقولة، ويمكن إثارة الأسئلة الآتية للحكم على منطقية التفكير:

• هل ذلك معقول؟

• هل يوجد تناقض بين الأفكار أو العبارات؟

• هل المبرِّرات أو المقدِّمات تؤدي إلى هذه النتيجة بالضرورة؟

سؤال للنقاش

حاول أن تضع نفسك في هذا الموقف وفكر كيف تتصرف، وهو عندما ينقل لك أحد زملائك أن زميلاً آخر قام بالإساءة إليك، وانتقص من قدرك في غيابك، في أحد المجالس أو إحدى المناسبات.
كيف تتعامل مع هذا الموقف من خلال مهارة التفكير الناقد ؟

 

اعداد

 

أ.م.د. علي طارق عبد الحسن 

م.م. ياسمين مهدي شهيد