س2 / مامعنى لفظ الشيطان الوارد في القرآن ؟
الشيطان ” إن جعلت نونه أصلية كان من الشطن بمعنى البعد ، أي : بعد عن الخير ، أو الحبل الطويل كأنه طال في الشر . وإن جعلتها زائدة كان من شاط يشيط إذا هلك ، أو من استشاط غضبا إذا احتد غضبه والتهب ، والأول أصح …. ووزنه إما فيعال من الشطن وهو البعد ، ومنه بئر شطون أي بعيدة القعر ، سمي لبعده عن اللَّه ، أو عن رحمته ، أو عن صراطه السوي ، أو عن الخير ، وإن كان مرجع الجل أو الكل إلى واحد … أو أنه علم شخصي أو اسم لكل عات متمّرد من جن أو إنس ، ومنه * ( شَياطِينَ الإِنْسِ والْجِنِّ ) . أو فعلان من الشيط أي الاحتراق ، والهلاك ، والبطلان ، لاحتراقه بشهب السماء ، أو بشهب قلوب المؤمنين ، وهي الأنوار المحرقة للنيران ، أو بنفسه حنقا وغيظا ، إذا رأى متقربا يتقرب إلى ربه ، ولأنه هالك في نفسه باطل في ذاته ، مبطل في دعواه ولمصالحه ومصالح من يتبعه .
وكيف كان ، فلا خلاف بين المسلمين ، بل بين كافة المتشرعين ، ولو بالشرايع السالفة في وجود الشياطين ، بل عليه إجماع جميع الأنبياء والأولياء ، كما يكشف عنه اتفاق أممهم في جميع الأعصار والأمصار ، مضافا إلى تواتر أخبارهم بتمثله لهم ، والأمر بالتعوذ منه وهذا كله مع الغض عن الآيات القرآنية كآية الاستعاذة وآيتي النزغ بل آياته ، كقوله :
( أَنْ نَزَغَ الشَّيْطانُ بَيْنِي وبَيْنَ إِخْوَتِي )
( واتَّبَعُوا ما تَتْلُوا الشَّياطِينُ عَلى مُلْكِ سُلَيْمانَ )
( والشَّياطِينَ كُلَّ بَنَّاءٍ وغَوَّاصٍ )
( وآخَرِينَ مُقَرَّنِينَ فِي الأَصْفادِ )
( وحِفْظاً مِنْ كُلِّ شَيْطانٍ مارِدٍ )
( وما يَعِدُهُمُ الشَّيْطانُ إِلَّا غُرُوراً )
( إِنَّ كَيْدَ الشَّيْطانِ كانَ ضَعِيفاً )
( إِنَّهُمُ اتَّخَذُوا الشَّياطِينَ أَوْلِياءَ )
( ولا تَتَّبِعُوا خُطُواتِ الشَّيْطانِ )
اعداد : زينب رشيد