زيت الليمون (( مُكافِح تسوس الأسنان ))
يعتبر تسوس الأسنان مرض هجومي مزمن ، منتشر بكثرة بين جميع الفئات العمرية ، وتأثيره لا يتوقف عند صحة الفم بل يرتبط بشكل كبير بحدوث وتطور أمراض جهازية أخرى مثل مرض السكري وأمراض الأوعية القلبية . ويحدث تسوس الأسنان نتيجة الخلل في توازن ميكروبات الفم الموجودة بشكل طبيعي ” microflora” ، ويعتبر تكون غشاء حيوي من الميكروبات على الأسنان أساسي لحدوث التسوس .
ومنذ عدة سنوات تركزت جهود الباحثين لاكتشاف مركب جديد يكافح التسوس ، ويثبط دور بكتيريا Streptococcus mutans المسبب الرئيسي لتسوس الأسنان، وقد أثبتت العديد من المركبات الطبيعية فعاليتها في تثبيط نمو ومضاعفة والتصاق البكتيريا على السطوح ، وفي تقليل تكوّن الغشاء الحيوي على الأسنان والمحافظة على توازن ميكروبات الفم ، وكان أهم هذه المركبات الشاي الأخضر و التوت البري .
ولكن وُجد أن مكافحات التسوس الكيميائية المستخدمة حاليا تتفوق عليهما .. وفي دراسة حديثة لفريق بحثي صيني نُشرت في دورية ” World Journal of Microbiology and Biotechnology ” لمعرفة تأثير زيت الليمون على نمو والتصاق بكتيريا Streptococcus mutans التي تُعرف بقدرتها العالية على الالتصاق و تحملها للحموضة وهو ما يزيد مرضيتها وتسببها للتسوس.
أثبتت نتائج الدراسة أن زيت الليمون له تأثير تثبيطي وليس قاتل لبكتيريا (S.mutans )، كما أنه يمنع التصاق البكتيريا على الأسطح الزجاجية وعلى الأسطح المغلفة باللعاب ، و يتدخل في تشفير ونشاط انزيمات Glucosyltransferase Gtf)m) التي تفرزها بكتيريا (S.mutans ) والتي تعتبر من أهم العوامل التي تزيد إمراضيتها ؛ كونها تساعد في استعمار بكتيريا (S.mutans) للفم وتكوين الترسبات على الأسنان ، وبالتالي يمكن أن يلعب زيت الليمون دور مهم في منع تكون الأغشية الحيوية على الأسنان و استخدامه كبديل جديد أو مساعد مع علاجات مكافحة التسوس الكيميائية ، كما أن تأثيره غير القاتل للبكتيريا يجعله مركباً “واعداً ” لمكافحة التسوس دون التأثير على ميكروبات الفم الطبيعية .
زينب رشيد