الابتسامة اللثوية
أسباب الابتسامة اللثوية وطرق معالجتها
يمكن تعريف الابتسامة اللثوية Gummy Smile : بأنها مشكلة جمالية تتميز بظهور كمية زائدة من اللثة المحيطة بالأسنان الأمامية العلوية أثناء الابتسام أو الضحك .
هذه المشكلة تشاهد بنسبة لا بأس بها عند الأطفال والشباب أو البالغين على حد سواء وقد تؤدي إلى انعكاسات مهمة على الناحية النفسية للفرد لدرجة تدفع البعض إلى إخفاء ابتسامتهم تجنباً للإحراج . تختلف الأسباب المؤدية لهذه المشكلة من شخص لآخر ، لكن وقبل استعراض الأسباب التي قد تؤدي إلى هذه المشكلة الجمالية لا بد من التذكير بأن كمية اللثة التي تظهر للعيان أثناء الابتسام تتراوح في الحالات الطبيعية بين 1 – 3 ملم فإذا زادت عن ذلك تصنف الابتسامة على أنها ” لثوية ” وغير محققة للمعيار الجمالي المتفق عليه .
أما بالنسبة للعوامل المسببة للابتسامة اللثوية فقد تكون :
_ تطاول الفك العلوي أو الأسنان الأمامية العلوية
– اضطراب علاقة اللثة بالقواطع العلوية وعدم انكشاف تيجانها السريرية بدرجة طبيعية
– ضخامة والتهاب اللثة المحيطة بالقواطع العلوية
– الحركة المفرطة للشفة العلوية باتجاه الأعلى أثناء الابتسام (2- أ)
– نقص خلقي في ارتفاع أو طول الشفة العلوية (2- ب )
– تآكل الحواف القاطعة للأسنان الأمامية العلوية وانزياح اللثة المحيطة بها باتجاه الأسفل . ولا بد من الإشارة إلى أن وجود بعض الانتفاخ والتضخم في اللثة المحيطة بالأسنان الأمامية العلوية هو أمر طبيعي عند الأطفال أثناء البزوغ الفعال للاسنان ، حيث يتصحح هذا المظهرغير الجميل للثة تدريجياً مع النمو الطبيعي وتتشكل العلاقة المتناسقة بين القواطع اللثوية وحوافها اللثوية بعمر 12 سنة تقريباً .
وقد تنتج بعض حالات الابتسامة اللثوية عن اشتراك أكثر من عامل مسبب ، ما يستدعي التشخيص الدقيق للمشكلة من حيث الأسباب المؤدية لها كي يتم اختيار الطرق العلاجية المناسبة لتصحيح المشكلة وإعادة تأسيس المظهر الجمالي للابتسامة . حيث يجب أن تأخذ الطريقة العلاجية المطبقة بعين الاعتبار الأسباب الحقيقية للمشكلة بحيث تكون النتائج جيدة من الناحيتين الجمالية والوظيفية .
فالحالات الناتجة عن الارتفاع الزائد للفك العلوي لا تتصحح إلا بالمعالجة الجراحية التقويمية الفكية الهادفة إلى تأسيس ارتفاع صحيح للجزء السفلي من الوجه ( 3- أ ، ب ) ، بينما تكون إمكانية تصحيح الحالات الناتجة عن نقص طول الشفة العلوية محدودة جداً وغير مجدية في كثير من الأحيان . وقد تفيد المعالجة الجراحية للنسج الرخوة في تصحيح الابتسامة اللثوية الناتجة عن الحركة الزائدة للشفة العلوية أثناء الابتسام ، كما يلجأ بعض الأطباء إلى تقييد هذه الحركة الزائدة للشفة بواسطة حقن البوتوكس Botox ضمن العضلات المسؤولة عن رفع الشفة العلوية لكن نتائج هذه الطريقة تكون للاسف مؤقتة ولا تتعدى فترة 8 شهور .
وبالنسبة للحالات التي تنتج عن تطاول القواطع العلوية وانزياح حوافها اللثوية للأسفل فإنها تتحسن بدرجة ممتازة ( 4 – أ ، ب ) بعد المعالجة التقويمية للأسنان بالأجهزة الثابتةFixed Appliances ، حيث تسمح هذه الأجهزة بتصحيح الوضعية الشاذة للأسنان واللثة المحيطة بها في المستوى العمودي وتعيد للمريض ابتسامته الجميلة .
أما الحالات الناتجة عن الخلل في علاقة اللثة بالقواطع العلوية أو عن تضخم اللثة والتهاباتها فتتم معالجتها بنجاح من قبل الطبيب المختص بأمراض اللثة الذي يستطيع معالجة الضخامة اللثوية و إزالة الكمية الفائضة من اللثة جراحياً أو بواسطة الليزر ( 5- أ ، ب) .
مصطفى محمود
