وداعآ لفم خالي من الأسنان
استخدام خلايا اللثة لتخليق اسنان جديدة
هل سيكون ذلك حقيقة أم أنه خيال ؟
ربما اننا نجد ان في هذا ضرب من الخيال .. وهو حلم
ولكن الحقيقة ان العالم وجميع الدراسات تسير في هذا الأتجاه من قال ان هذا الطريق هو خيال ؟ .. والعلم لا ينتهي عند حد معين . قال تعالى ( وماأوتيتم من العلم إلا قليلآ ) ..
ولكن هذا الطريق هو مثل اي مضمار سباق وله نهاية والمسألة فقط مسألة وقت وكذا تجارب تخليق الأسنان هي مسألة وقت !
بات حلم نمو الاسنان طبيعية جديدة للبالغين بدلا من تركيب الاسنان الصناعية اقرب الى الواقع بعد ان تمكن العلماء من استزراع اسنان للفئران في المختبرات المعملية .
وذكر موقع هيئة الاذاعة البريطانية ( بي بي سي ) على الانترنت ان الفريق العلمي القائم بهذه التجارب يعتقد انه سيكون من الممكن ان يستفيد الانسان من هذا الاسلوب في غضون نحو عشر سنوات على الاكثر .
ويأمل العلماء ان يتمكنوا من تحفيز جسم الانسان على اعادة نمو اسنان جديدة بدلا من المفقودة او المريضة باستخدام الهندسة الوراثية ولكنهم سيتمكنون من تخليق الاسنان في المختبر قبل ذلك على ان تتم زراعتها في الفم جراحيا .
ان اساس التجربة تعتمد على الخلايا الجذعية .
والخلايا الجذعية Stem Cells : وتسمى ايضآ الخلايا الجذرية وهي خلايا غير متخصصة ولكن يمكنها ان تتمايز الى خلايا متخصصة مع تميزها بقدرتها على الانقسام لتجدد نفسها باستمرار
وقد بدات اولى خطوات هذا البحث بدراسة طريقة نمو اسنان الفأر وامكانية تخليقها مختبريا وتمكن العلماء بالفعل من تحديد خمسة وعشرين جينا تتحكم في هذه العملية .
ولمعرفة المزيد عن الاسنان البشرية يدرس العلماء في الولايات المتحدة جينات الاسر التي يعاني افرادها من امراض بالاسنان تجعل لهم عددا اكبر من الاسنان يزيد عن العدد الاعتيادي وذلك لاسباب وراثية .
ولكن من المتوقع ان يستغرق النجاح في حث الجسم على انتاج اسنان جديدة من خلال حقن اللثة بالجينات المطلوبة سنوات اخرى .
وكان باحثون استراليون قد صرحوا ان خلايا الجذعالخاصة بالاسنان تظل كما هي بعد خلعها وانه يمكن تقوية هذه الخلايا للسماح للاسنان باصلاح نفسها ومن ثم معاودة النمو مجددا . وقال العالم البيولوجي ستان جرونتوس في مقابلة مع اذاعة (أي بي سي) الاسترالية انه يمكن الاحتفاظ بخلايا جذع الاسنان وتخزينها في سائل النتروجين لتصبح جاهزة للاستخدام في اصلاح السن التالف او المعتل .
واشار جونتوس الى ان جذع الاسنان عضو معقد لاسيما وان به العديد من الانسجة المرتبطة به ولذا فانه بحاجة الى الكثير من الدراسة حتى يمكن تخليق سن حي جديد في حيوان ، وفي الوقت الحاضر وصلنا الى مرحلة تمكنا فيها من اصلاح اجزاء من السن .
ومن جهة اخرى نقلت صحيفة البيان الاماراتية عن بول شارب ، رئيس قسم التطوير الجراحي للوجه في كلية كنجز بلندن قوله انه قد لاتمضي اكثر من عشر سنوات حتى يكون بامكان المريض ان يطلب تنمية اسنان له في المختبر لكي يتم زراعتها مكان الاسنان التالفة ، ويشرح شارب ذل بقوله (الهدف هو ان تذهب الى طبيبك ونحن نقوم باخذ خلايا منك ونتدبر امرها ونعيد بعد ذلك زرعها في مكان السن الذي تريده فينبت السن من جديد .
وذكرت الصحيفة ايضا انه في عالم يخلو من علاج مطلق لتسوس الاسنان فان الاسنان ستحتاج دوما الى تبديل ولكن الخيارات القياسية تقل عن مستوى المثالية فاطقم الاسنان الصناعية تعتبر غير مريحة وغير مناسبة كما ان عمليات الزراعة لاسنان من التيتانيوم تعتبر صعبة ومؤلمة ولاتبدو مع ذلك مثل الاسنان الحقيقية والبدائل الافضل لايمكن ان تأتي في وقت قريب جداً .
الفئران تتمتع الان باسنان حديدية
وقد تقدمت الهندسة الحيوية بوتيرة سريعة في الاعوام القليلة الماضية ومعها جاءت امكانية استنبات اعضاء من العدم وتعتبر الاسنان هدفا جذابا للغاية بالنسبة للمهندسين الحيويين فهي لاتحافظ على حياة الناس مثل الكبد والقلب ، ولهذا فانه اذا لم ينم احد الاسنان بشكل صحيح يستطيع الطبيب ان يقتلعه ويبدأ من جديد .
كما ان الوصول الى موقع الزرع لايعني اجراء جراحة كبيرة فالمطلوب فقط هو فتح الفم على مصراعيه وفي الواقع ان بعض الباحثين يعتقد ان الاسنان قد جرى تجاهلها بشدة بمقارنة بالجهود التي بذلت لاستنبات اعضاء اكثر سحراً .
كما واكد باحثون بنجاحهم في إنبات جذور أسنان وأربطة داعمة للأسنان للمساعدة في عملية تصليح تاج سنة باستخدام خلايا جذعية مأخوذة من ضرس العقل لأجسام بالغة في تجارب على خنازير صغيرة الحجم.
وقال باحثون من كلية طب الأسنان بجامعة ساوذرن كاليفورنيا إن السن التي تم تصليحها تحاكي الأصلية في وظيفتها وقوتها، مشيرين إلى أن هذه الطريقة تقدم أملا لاستخدامها على الإنسان.
وذكر فريق البحث أنه استخدم تقنية الخلايا الجذعية في هذه الدراسة لإنبات جذر حيوي ونسيج حول السنة بالإضافة إلى تقنية وضع تاج بورسلين لاستعادة وظيفة السنة عند الخنازير الصغيرة.
وأوضح أن هذا منهج مجمع خلايا جذعية وتقنيات عيادية يقود إلى إعادة بناء وظيفة الأسنان في نموذج حيواني مشابه للإنسان.
ولفت إلى أن مرضى الزرع يجب أن يكون لديهم عظم كاف في فكهم لدعم عملية الزرع أما من ليس لديهم فإن هذا العلاج يعتبر بديلا عظيما.
ويأمل الباحثون في اختبار تقنيتهم على البشر في السنوات القادمة وفي حال نجاحها ستجد رواجا عند مرضى الأسنان ممن لا يلائمهم زرع الأسنان أو من يفضلون نسيجا حيا أخذ من أسنانهم.
فرح الشمري