السمنة مرتبطة بالدوام الليلي
أظهرت نتائج الأبحاث أن النوم أثناء النهار يحرق سعرات حرارية أقل مما يفعله أثناء الليل، كما أظهرت أيضاً أن العمل في ورديات العمل الليلي يمكن أن يزيد من خطر الإصابة بالسمنة، حيث أن نمط وردية العمل الليلي يعمل على تعطيل عملية التمثيل الغذائي لدى الموظفين، مما يؤدي إلى استخدام الموظف لطاقة أقل مما يفعله عادةً على مدار اليوم.
إن التأثيرات السيئة لنظام الورديات تظهر بشكل خاص عند محاولة الموظفين النوم أثناء النهار، فالنوم النهاري يكون مزعجاً ومضطرباً، كما أن حرق السعرات الحرارية لدى الأشخاص الذين ينامون نهاراً يصبح أقل بنسبة 12٪ إلى 16٪ مقارنة مع الأشخاص الذين ينامون ليلاً، وهذه النتائج تفسّر سبب تعرض الذين يعملون في ورديات عمل ليلية لأمراض السمنة وما يتصل بها مثل أمراض القلب أكثر من غيرهم.
بحسب الدكتور (كينيث رايت)، مدير مختبر النوم وعلم الأحياء الزمني في جامعة كولورادو، فإن انخفاض استهلاك الطاقة قد يؤدي للإصابة بسوء التغذية كما أنه يمنع الأشخاص من ممارسة الرياضة، وهذه العوارض غالباً ما نراها لدى الأشخاص الذين يعملون بالنوبة الليلية، وهذا قد يكون راجعاً إلى عدم التوافق بين الساعة البيولوجية الداخلية للجسم وأنماط النوم، مما قد يؤدي إلى تعطيل عملية الأيض الطبيعية للجسم.
يضيف الدكتور (رايت) أن انخفاض حرق السعرات الحرارية بما يعادل 52-59 كيلو جول يومياً دون أن يترافق هذا الانخفاض مع انخفاض الاستهلاك الغذائي، من شأنه أن يؤدي إلى حدوث زيادة في الوزن، ولذلك فإن تخزين السعرات الحرارية الزائدة يومياً بالإضافة إلى زيادة مستويات الإرهاق والتعب المصاحبة للعمل بنظام الورديات فضلاً عن انخفاض مستوى النشاط البدني، كل هذا من شأنه أن يؤدي بمجمله إلى زيادة الوزن.
تشير الاحصائيات أن هناك حوالي 4.1 مليون شخص يعملون بنظام الورديات، وهذا العدد في ازدياد، كون العمل خلال الليل يتناسب مع المناطق الزمنية الأخرى من العالم، ويناضل العلماء حالياً ليقوموا بشرح مضار الورديات الليلية على الصحة، سواء لجهة المشاكل الصحية التي أثبتت سابقاً والتي يسببها العمل بنظام الوردياتأ ، مثل زيادة مخاطر الإصابة بالسكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية، أو لجهة زيادة الوزن والأخطار التي قد تنجم عنه والتي يسببها تغيير أنماط النوم وتغيير أنماط الطعام.
كانت أبحاث سابقة قد أظهرت أن الأشخاص الذين يعملون بنظام الورديات الليلية يكونون أكثر ميلاً لتناول الوجبات الغذائية الفقيرة بالمغذيات، وذلك لأن الطعام المتوفر في هذه الفترة من اليوم يميل ليكون غير صحي، أما الدراسات الحديثة التي تم نشرها في دورية الاكاديمية الوطنية للعلوم، فقد تم من خلالها جعل 14 شخصاً بالغين يتمتعون بصحة جيدة، يجرون محاكاة لنمط العمل الليلي والنهاري في المختبر على مدى ستة أيام، ثم قام العلماء بعد ذلك بتحليل أنماط صرف المتطوعين لطاقتهم وأنواع المغذيات التي قاموا بتناولها ومستويات الهرمونات لديهم إلى جانب أنماط نومهم، وجد الباحثون من خلال الدراسة أن استخدام الطاقة لدى المتطوعين ارتفع بنسبة 4٪ في الليلة الأولى للوردية، ولكنه عاد وانخفض بنسبة 3٪ تقريباً في كل من الليلتين التاليتين، وإضافةً إلى ذلك لاحظ الباحثون أن المشاركين كانوا يتناولون نسبة أقل من الكربوهيدرات والبروتينات خلال عملهم بنمط الورديات الليلية.
أخيراً تجدر الإشارة إلى أنه ما يزال أمام الباحثين الكثير من العمل لمعرفة كيف يمكن لأنماط العمل الدورية وأنماط العمل الليلية أن تؤثر على عملية التمثيل الغذائي.
منقول ..
زينب رشيد