أسباب التثاؤب :
التثاؤب يفتح قناة استاكيوس بين الأذن اليسرى والبلعوم ، ولكن منطقياً ندرك أن هذه العملية ليست الغاية الرئيسية من التثاؤب , ولكن في الحياة العملية و اليومية نعرف أن التثاؤب يقترن بالتعب و الإرهاق كما يقترن بالنعاس .
وأن التثاؤب مكروه اجتماعياً وغير مستحب أن نرى إنساناً يفتح فمه على مداه وينفث الهواء في وجوه الآخرين ، ذلك أن التثاؤب يشير إلى الضجر ، وهناك من يقول أن التثاؤب لتنبيه المرء النعسان فيجعله متيقظاً ، ذلك مع النعاس أو الخمول يتم التثاؤب فتنقبض عضلات الوجه وبهذا يندفع الدم بقوة أكبر إلى الدماغ وبتحريك الفك تتيقظ حواسنا ، ولكن حتى هذه ليس هناك ما يدعمها أو يؤكد تلك الغاية .
لا يزال التثاؤب مجهول الأسباب ، حتى إن بعض العلماء اعترفوا بأن هذا الموضوع لم يأخذ حقه من الدراسة بعد ، ولا يزال يثير الكثير من الجدل العلمي ، والاختلاف في التفسير أيضا .
من تفسير العلماء لظاهرة التثاؤب :
يعتقد بعض الأطباء التثاؤب يحدث عندما يكون مستوى الأكسجين منخفضا في الجسم ، مع ارتفاع مستوى ثاني أكسيد الكربون ، وهو التفسير الأكثر شيوعا .
أطباء آخرون يعتقدون أنه فعل انعكاسي يقي الرئة من الضمور .
يفسر علماء النفس أن التثاؤب دليل على الصراع بين النفس ومغالبتها للنوم من جهة ، وبين الجسد وحاجته للنوم من جهة أخرى .
باحث فرنسي يعتبر أن التثاؤب هو وظيفة طبيعية تشير إلى زيادة النشاط وليس الخمول ، وقد يعكس الرغبة في تغيير موضوع ، أو الهروب من موضوع ما .
يفسر أبقراط التثاؤب بأنه يطرد الهواء الملوث من الرئتين ، ويعيد تدفق الدم نحو الدماغ .
أجرت العالمة الأمريكية ميري هاينز تجارب عدة على أجنة في بطون أمهاتهم ، بالتقاط صور لهم عن طريق التخطيط الصوتي ، وقد لاحظت أنه بعد التثاؤب تبدأ الأجنة بحركات نشيطة للغاية ، بعكس ما كانت عليه قبل التثاؤب ، وخلصت إلى أن التثاؤب ليس دليلا على حاجة الإنسان إلى النوم أو إلى الأكسجين ، بل دليل على حاجة الإنسان إلى النشاط والحركة .
تقول ” أن التثاؤب وسيلة فطرية يلجأ إليها الجسم لإبقاء المخلوق مستيقظا ، ولتنشيط عضلات القلب ، ومد الجسم بالنشاط ” , ذلك يعني نفيها للتفسير العلمي القائل بأن التثاؤب وسيلة لطرد ثاني أكسيد الكربون و مد الجسم بالأكسجين .
وفي تفسير الشعور بالارتياح بعد التثاؤب ، تقول إحدى النظريات المتداولة حاليا أن عملية التثاؤب تحدث نتيجة لحاجة الجسم إلى الأكسجين وأنه عندما يحتاج الإنسان إلى الأكسجين ، يأخذ نفسا عميقا وطويلا يملأ من خلاله رئتيه بالأكسجين فيشعر بالارتياح .