اضطرابُ نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط
من المُمكن أن يمرَّ كلُّ إنسان بفترة يشعر خلالها بعدم القدرة على التركيز ، أو بأنَّ نشاطه قد صار مُفرِطاً .
وهذا صحيح بالنسبة للأطفال والمراهقين خاصةً , ومن الطبيعي أن يُصبحَ الشخص القلِق أو المتحمس مُفرِطَ النشاط , لكن من غير الطبيعي أن يستمرَّ فَرطُ النشاط أو ضعف القدرة على التركيز .
وإذا وجد الطفلُ صعوبةً في الانتباه أو أصبح نشاطه مُفرِطاً لفترة طويلة وفي أماكن مختلفة ، فمن الممكن أن يكون مُصاباً باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط .
لا يُعاني كلُّ مُصاب باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط من الأمرين معاً ، أي من نقص الانتباه ومن فَرط النشاط , إنَّ المصابين باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط يتأثَّرون بهذا الاضطراب على نحو مختلف باختلاف الأشخاص كما قد تختلف لديهم الأعراض .
ويكون بعضُهم مُفرِطَ النشاط بصورة خاصَّة ، بينما تتركَّز مشكلة البعض الآخر في قلة الانتباه وضَعف التركيز , وتوجد فئةٌ ثالثة تُعاني من الأمرين معاً , وتضمُّ الفئةُ الأخيرة مُعظَمَ المُصابين بهذا الاضطراب , يكاد كلُّ الناس يُظهِرون بعضاً من هذه السلوكيات في وقت من الأوقات , لكنَّ المُصابَ باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط تدوم عندَه هذه السلوكياتُ أكثر من ستة أشهر ، وتُسبِّب له مشكلات في المدرسة والبيت ومع أصدقائه .
من الممكن أحياناً أن يُشارَ إلى اضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط بالرَّمز (ADD) بدلاً من (ADHA)، عِلماً بأنَّ (ADHA) هو الرمز الأحدث , لكنَّ الرمزين يُشيران إلى الاضطراب نفسه , من الممكن أن يمرَّ المراهقون المُصابون باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط بأوقات عَصيبة ، فقد تكون الدِّراسة صِراعاً صعباً عليهم , كما أنَّهم يُخاطِرون كثيراً ويخرقون قواعد كثيرة , لكنَّهم ، على غِرار الأطفال المُصابين بهذا الاضطراب ، يُمكن أن يتحسَّنوا بفِعل المعالجة , يظهر تحَسُّنٌ كبير جداً على كثير من الأطفال والمراهقين من حيث الأداءُ المدرسي ومن حيث نظرتُهم إلى أنفسهم ومهاراتهم الشخصية في التعامل مع الآخرين ، وذلك بعدَ تناول الأدوية الخاصَّة باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط وبعدَ الخُضوع للمعالجَة السُلوكيَّة.