التشخيص
قد يطول الأمرُ شهوراً حتَّى يتمكَّن الطبيبُ أو المختص من تشخيص إصابة الطفل باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط، لأنَّ من الطبيعي أن يكون الطفلُ قليلَ الانتباه أو مفرِط النشاط في بعض الأوقات. ولذلك، حتَّى يشكَّ الطبيبُ في وجود الإصابة بهذا الاضراب، يجب أن يكون سلوك الطفل أكثرَ شِدَّة من سلوك الأطفال الآخرين في مثل سنِّه. هناك مَعاييرُ كثيرةٌ يتحرَّى الطبيبُ عنها قبل تشخيص الإصابة باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط , ومنها :
• مدى شِدَّة سلوكيات الطفل .
• مُدَّة ظهورها .
• أين تحدث .
• آثارها .
يتحدَّثُ الأطبَّاءُ مع والدي الطفل ومعلِّميه في المدرسة حتى يعرفوا الأعراضَ التي تظهر عليه، هل هي قلة الانتباه أم فرط النشاط أم الاندفاع الزائد. ويأخذ الأطبَّاءُ عمر الطفل بنظر الإعتبار عند دراسة الأعراض؛ فمثلاً، من الطبيعي أن يجد الطفل الذي لم يتجاوز سنتين من العُمر صعوبةً كبيرة في الجلوس والانتباه إلى التعليمات. إذا ظهر السلوكُ غير الاعتيادي بعدَ مرور الطفل بحالة من الشِّدَّة، وذلك من قبيل طلاق الوالدين أو الانتقال إلى مسكن جديد، فهو لا يعدُّ من أعراض اضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط. وهو لا يُؤخَذ بعين الاعتبار أيضاً إذا كان يظهر على نحوٍ مُتقَطِّع. يجب أن تظهرَ على الطفل علاماتُ اضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط على نحوٍ متكرر وخلال فترة طويلة من الزمن. يجب أن تظهرَ السلوكيَّاتُ التي تُميِّز اضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط في حالات متعدِّدة حتى يصحُّ الشكُّ في إصابة الطفل بهذا الاضطراب. إذا كان الطفلُ لا يُصغي لتعليمات أحد أبويه رغم أنَّه ينتبه للمعلِّمين في المدرسة، فمن الأرجح أنَّ هناك مُشكلة في العلاقة مع أبويه أو مع واحد منهما. وإذا كان الطفلُ لا ينتبه في المدرسة، لكنَّه ينتبه في أماكن أخرى، فمن المرجَّح أن تكونَ المشكلةُ كامنة في وضع المدرسة نفسها أو في وضع الطفل في المدرسة. إذا كان سُلوكُ الطفل لا يُسبِّب ضَرراً كبيراً أو إساءَة، فمن المُستَبعَد أن يُشَخِّصَ الطبيبُ إصابتَه باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط.على سبيل المثال، إذا كان الطفلُ مُفرطَ النشاط كثير النسيان، لكنَّه يُفلِح في التعلُّم والنجاح في مدرسته، فقد يرى الطبيب أنَّه غير مُصاب باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط. لابدَّ من وجود ضرر واقعٍ على التعلُّم أو العلاقات حتى يشكَّ الطبيبُ في وجود اضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط. هناك اضطراباتٌ سُلوكية كثيرة لها علامات تُشبه علامات اضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط. ومن هذه الاضطرابات: الاضطراب الاكتِئابي، والاضطراب ثُنائي القُطب، واضطراب القلق. يحتاج الطبيبُ إلى بعض الوقت لمراقبة الطفل حتَّى يقرِّر ما إذا كان مُصاباً باضطراب في المزاج فقط، أو أنَّه مُصاب باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط إلى جانب اضطراب المزاجيعاني الكثير من الأشخاص المصابين باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط ً باضطرابات سلوكية أخرى أيضاً. من الممكن أن يكونَ تشخيصُ إصابة الطفل باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط أمراً صعباً إذا كان لديه نمطٌ محدَّد من هذا الاضطراب، وذلك من قبيل وجود حالة من نقص الانتباه من غير وجود فَرط النشاط. وعلى سبيل المثال، يمكن أن يبدو الطفلُ حَسَن السُّلوك، لكنَّه يُعاني من صعوبة حقيقية في تركيز انتباهه ويكون ذِهنه مُشتَّتاً معظمَ الأحيان. إن كان الطفلُ يعاني من مشكلاتٍ في المدرسة أو البيت، واستمرَّ هذا الوضع فترةً طويلة، فعلى الأهل أن يسألوا طبيبَه عن اضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط. كن صادقاً وشاملاً في عرض حالة سلوك الطفل إلى أقصى حدٍّ ممكن، حتى يتلقى الطفل المعاجة الممكنة إذا كان مُصاباً باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط. قد يطلب الطبيبُ التحدُّثَ مع أفراد أسرة الطفل ومع معلِّميه وغيرهم ممَّن لهم علاقة بحياته. وهذا ما يُتيح للطبيب فهماً أفضل لسلوك الطفل. يتطلَّب تشخيصُ إصابة الشخص البالغ باضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط أن يكونَ ظهورُ الأعراض قد بدأ منذ الطفولة. أمَّا إذا لم يبدأ ظهورُ الأعراض إلاَّ عندَ البلوغ، فإنَّ المشكلةَ ليست اضطراب نَقص الانتباه مع فَرط النَّشَاط، بل هي شيء آخر. حتى يتمكن الطبيب من تشخيص الباغ بإضطراب نقص الإنتباه مع فرط النشاط مع غياب التشخيص لديه عند الطفولة، فإنه يجب عليه أن يلجأ إلى سجلات المدرسة أو الأداء المدرسي أو جمع معلومات من أفراد الأسرة فيما يخص سلوكيات الشخص عند الطفولة.