قف !
(1)
تعرف هذه اللوحة الإرشادية المرورية (قف – stop ) تلك التي تراها في الشارع ؟
ما الذي يجعلك تحترمها ، وتنفذ أمرها ، وتقف ؟ !
هي مجرد لوحة معدنية رخيصة ..
ربما : تحترم ( النظام ) الذي وضعها ..
أو : تخاف من السلطة التي تحميها ..
أو : تهاب ( العقوبة ) التي ستأتيك لو لم تنفذ أمرها .
وهو أمر اعتدت تنفيذه ، وولدت وقد وجدت الجميع قد اتفقوا عليه كنظام عام ، وتفعل مثلما يفعلون .
(٢)
كم ( قف ) موجودة في حياتك ، ولا تراها ، لأنها لم تكتب على لوحة معدنية ؟!
بعضها موجودة في ذهنك .. تشكلت فيك ونمت معك .
بعضها ورثتها كأعراف وعادات اجتماعية .
بعضها صنعتها ( الأنظمة ) حولك ، واعتدت على وجودها ، وتنفيذ أوامرها .
لـ ( قف ) سلطة :
تجبرك على التنفيذ ، وتعاقبك عندما تتجاوزها .
(٣)
انظر حولك ، وحاول أن ترصد عشرات اللوحات التي تقول لك : قف .
نعم ، لا بد أن هنالك ( قف ) ضرورية .. حتى لا تقع بعض الحوادث المرورية في شوارع الحياة !! …
ولكن ، كم ( قف ) ورثتها ، وكم ( قف ) وجدتها حولك ، وكم ( قف ) أُمرت بها ، وأصبحت تراها في كل شوارع حياتك ، ونفذتها دون قناعة منك ؟
هذه ( قف ) صنعها السياسي العربي وروّجها الإعلام .
وهذه ( قف ) صنعها رجل الدين ولقّنها لك منذ الصغر حتى صارت جزءاً من شخصيتك .
وهذه ( قف ) أورثها لك العرف الاجتماعي وصارت تحدد هويتك وجغرافيا انتمائك .
وكل منهم له :
نظام وسلطة تدعوك لتتبعه وتنفذ أوامره ..
وعقوبة تنتظرك إذا عبرت إلى الرصيف الآخر !
(٤)
قف !
وانظر كم ( قف ) في حياتك عليك التخلص منها لتواصل الطريق ..
وكم ( قف ) صنعتها الحضارة والأخلاق ، أنت بحاجتها ، لتصبح الطريق آمنة .
_________
ملاحظة : حاولت إحدى الأفكار العبور لرأس أحدهم فوجدت تلك اللوحة أمامها ( الطريق مغلق للصيانة ) !
المصدر: محمد الرطيان