تسـمم الـدم .. مـرض قـاتل إن لـم يكـتشف فـوراً
يصاب بعض المرضى أو الذين يخضعون لعمليات جراحية بتسمم في المنطقة المعالجة ومن ثم ما يسمى بتعفن الدم ، أكثر من نصف المصابين به في ألمانيا يفارقون الحياة بعد ساعات من الإصابة .
مرض تعفن الدم أو الإنتان هو التهاب يصيب الدم ، إذ تنتشر حاملات المرض إلى الدم ثم إلى الأعضاء الداخلية للجسم ، ورغم أن نظام المناعة في الجسم كفيل بالدفاع عنه ضد الالتهابات ، لكن المرض يمكن أن يصيب كبار السن ، خاصة بعد العمليات الجراحية التي تؤدي غالبا إلى ضعف جهاز المناعة .
فالمريض رولف تيل يعالج منذ سبعة أعوام في برنامج إعادة التأهيل ، و السبب يعود إلى إصابته بتسمم الدم ثم تعفنه مباشرة بعد إجراء عملية جراحية لكتفه .
يقول تيل : ” قالوا لي في الساعة السادسة مساء ، بعد إجراء العملية إن كل شيء على ما يرام ، لكن عند منتصف الليل فقدت وعيي ، ونقلت مباشرة إلى غرفة العناية المركزة ، فقد عانيت من فشل كلوي ثم الغيبوبة لفترة طويلة “.
حالة رولف ليست استثنائية ، إذ يصاب عشرات الآلاف في ألمانيا سنويا بهذا المرض ، الذي يقتل كل عام حوالي ستين ألف شخص في ألمانيا وحدها. وفي حالة الإصابة بالمرض فإن كل ساعة مصيرية بالنسبة لحياة المريض ، فلو تم العلاج بعد الإصابة بالمرض مباشرة ستصل نسبة النجاة منه إلى 80 بالمائة ، أما إذا تأخر ست ساعات بعد الإصابة فستنقص النسبة لتصل إلى 30 بالمائة فقط .
• ضعف المناعة :
يمكن للمرض أن يصيب مرضى السرطان مثلا ، الذين يخضعون لعلاجات تضعف لديهم جهاز المناعة ، والمرض عادة لا يصيب الجسم بكامله ، بل أجهزة معينة منه ، مثل الرئة ، التي يمكن التغلب على الالتهاب فيها من خلال استعمال المضادات الحيوية .
وإن المرضى الذين يعانون من ضعف المناعة معرضون لانتشار الإصابة في أجسامهم بسرعة ، الأمر الذي يتطلب علاجاً سريعاً وفعالاً للقضاء عليه منذ البدء .
فبعض حالات تعفن الدم تكون محددة بمنطقة معينة من جسم الإنسان ، أما البعض الآخر فيمكن أن يبدأ مع فشل الكليتين ، ثم التهاب رئوي وحتى التهاب الكبد ، ثم يصاب الجسم بصدمة تؤدي إلى فشل في عمل الأعضاء الأخرى ، حسبما يقول الدكتور فرانك مارتن برونكهورست من مستشفى يانا الجامعي .
• ولكن لماذا أصيب المريض رولف تيل بتعفن الدم ؟
لا توجد إجابة محددة عن السبب ، فربما يرجع ذلك إلى إحدى الإبر الكثيرة التي حقنت في كتفه خلال العملية ، أو ربما بسبب دم ملوث زود به ، أو ربما بكتيريا من داخل المستشفى .
لكنه كان رغم ذلك محظوظاً ؛ إذ أن أكثر من 50 بالمائة من المصابين بتعفن الدم لقوا حتفهم نتيجة الإصابة بعد العمليات أو الجراحات أو التعرض لعلاجات معينة تضعف الجهاز المناعي .