الزيليتول .. استراتيجية وقائية لسلامة الاسنان
يُعرف الزيليتول بأنّه سكّر خماسيّ يُستخلص بشكلٍ أساسي من الغابات والمشتقات الزّراعية .
استخدم في أوائل ستينيّات القرن الماضي لعلاج حالاتٍ مرضيّةٍ عدّة مثل الحروق ، الصّدمات العصبيّة ، بعد العمليات و تغذية مريض السّكّري ويعطى عن طريق الوريد .
وحديثًا تمّ استخدامه كمحلٍّ في المنتجات الهادفة لتحسين صحّة الفم ، بعد معرفة فوائده المتعلّقة بالأسنان و ذلك عن طريق الدّراسات التي أوّل ما أجريت في فنلندا عام 1970 على الحيوانات.
ثمّ توالت الدّراسات على عيّنةٍ من البشر حيث تمّ التّوصل إلى تطوير أوّل علكة بهدف التّقليل من معدّلات تسوّس الأسنان عام 1975 في فنلندا أيضًا ، و بعدها بوقتٍ قصيرٍ في الولايات المتّحدة الأمريكيّة .
أوّل الدّراسات المتعلّقة بالزيليتول أظهرت العلاقة بين الصّفيحة الجرثومية أو ما تسمى بالـ (Dental Plaque) والزيليتول ، كما تبيّن من خلالها أنّه آمن إذا استهلكه الإنسان ، هذه الدّراسات المبكرة أظهرت أيضًا أنّ معدلات تسوّس الأسنان كانت أقل في العيّنات التي استهلكت العلكة المحتوية على الزيليتول مقارنةً بالعلكة المحتوية على أنواع أخرى من المحلّيات .
ومع تطوّر الأبحاث توصّل فريق من العلماء إلى أن استخدام الأم للعلكة المحتوية على الزيليتول – مرّتين أوّ ثلاثة مرات يوميًا ابتداءً من الشّهر الثّالث بعد الوضع وحتى السّنة الثّانية للرّضيع – ذلك يسهم في التّقليل بشكلٍ ملحوظٍ من تكوين والتصاق اللّويحة الجرثوميّة على أسنان الطفل
( من المثبّت علميًّا في هذا العمر انتقال البكتيريا المسبّبة للتّسوّس عن طريق لعاب الأم عبر أدوات الطّعام ) حيث يعتبر الزيليتول مضادًا بكتيريًّا للبيئة الفمويّة ومثبّطًا للأحماض النّاتجة عن هذه البكتيريا وبالتّالي معطّلاً لعمليّة تسوّس الأسنان .
يتوفّر الزيليتول حاليًّا بعدّة أشكالٍ منها : العلكة (اللّبان) ، أقراص قابلة للمضغ ، حبوب مصّ محلاة ، أو على شكل معاجين للأسنان أو مضمضة للفم ، كما يتوفّر في بعض المنتجات الغذائيّة .
لكن من الملحوظ بأنّ العلكة المحتوية على الزيليتول أثبتت فعاليّتها كعاملٍ وقائيٍّ للحدّ من تسوّس الأسنان، ومن هذا المنطلق تدعم مراكز البحوث والجمعيات المهتمّة بطب وأمراض الفم والأسنان الأبحاث المتعلّقة بهذا المنتج .
فالأكاديميّة الأمريكيّة لطب أسنان الأطفال على سبيل المثال تدعم استخدام الزيليتول (بجرعاتٍ محدّدةٍ وبعد استشارة طبيب الأسنان) كاستراتيجيّةٍ وقائيّةٍ تهدف بشكلٍ محدّدٍ للتّقليل من مسبّبات تسوّس الأسنان وبالتّالي ايجاد أناسٍ يتمتّعون بأسنانٍ سليمةٍ وحياةٍ سعيدةٍ .
منقول ..
زينب رشيد