مثّل رئيس جامعة كربلاء الاستاذ الدكتور باسم خليل السعيدي وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور نعيم العبودي بافتتاح المؤتمر العلمي الدولي الذي نظمته مؤسسة وارث الانبياء للدراسات التخصصية في النهضة الحسينية تحت شعار ( الاستشراق والامام الحسين عليه السلام) ، بحضور ديني ورسمي وأكاديمي وشعبي من داخل وخارج العراق، في الصحن الحسيني الشريف اليوم الجمعة.
وقال رئيس الجامعة في كلمة القاها خلال الافتتاح ،”ان ثقافة الإصلاح التي قام بها الإمام الحسين عليه السلام أصبحت ثقافة عامة لكل شعب ولكل عصر، لأنها كانت ضمن ما جاء في القرآن الكريم، لذا عندما نتحدث عن الإمام الحسين بن أبي طالب عليهم السلام لا نتحدث عن إنسان عادي عاش ثم مات دون أن يكون له أثر في هذه الحياة، وإنما نتحدث عن شخصية قدسية حلقت في سماء المجد والعظمة، حتى وصلت إلى أسمى المراتب وأعلى المقامات فلم يسبقها سابق ولن يلحقها لاحق في جميع المناقب والمآثر والفضائل والمكرمات إنها الشخصية الكبيرة التي تمثل الامتداد الطبيعي لخط النبوة والرسالة في الأرض، وهي الشخصية المعصومة التي تهتدي للتي هي أقوم، فقد أقدم أبو الشهداء على اعظم تضحية لم يقدمها أي مصلح اجتماعي في الأرض، فقد أقدم على التضحية بنفسه وأبنائه وأهل بيته وأصحابه فداء لما يراه من تعميم العدل وإشاعة الحق والخير بين الناس، لقد صمم على الموت واستهان بالحياة من أجل أن ترتفع راية الحق وتعلو كلمة الله في الأرض“.
وتابع ،”إن الثورة الحسينية شجرة معطاء تؤتي ثمارها منذ انبثاقها وعلى مر التاريخ، والسر الكامن في هذا الخلود المشرق أنها جاوزت الحدود المألوفة للحركات والثورات والنهضات البشرية، حيث إنها ثورة شاملة تعكس في مكوناتها وتداعياتها مختلف الجوانب الحياة الخلفية والسلوكية والثقافية والاجتماعية، فليس من الغريب دراسة عناصرها التي ساهمت في تكوين هذه المنظومة الشاملة، فقلما نجد ثورة بشرية على مستوى تغيير أنظمة الحكم أو الظروف الاجتماعية يهمها الالتزام بالقيم والدفاع عن المبادئ.
مؤكداً على ،” إن ثورة الإمام الحسين (ع) لم تكن ثورة انفعالية، ولا حركة عشوائية ينقصها الوضوح في الرؤية أو القصور في تحديد الغايات والأهداف، بل كانت ثورة واعية لها رؤيتها الواضحة وأهدافها المحددة، والتي كشف عنها في أول بيان من بياناته المتعلقة بها، حين قال عليه السلام ( اني لم اخرج اشرا ولا بطراً ولا مفسداً ولا ظالماً وانما خرجت لطلب الاصلاح في امة جدي ، اريد ان آمر بالمعروف وانهى عن المنكر واسير بسيرة جدي وأبي علي بن ابي طالب عليه السلام).
وتابع السعيدي ،”لقد مثلت الثورة الحسينية عطاء إنسانيا نهل منه المسلمون وغير المسلمين، ويشير إلى ذلك كثير من كتب عن ثورة الإمام الحسين (ع) وتضحياته، وتمثل ثورة الإمام محطة تحول ليس في الأمة الإسلامية فحسب بل في الحياة البشرية جمعاء، فالبعد الإنساني واضح فهو أحد أبعاد الثورة الحسينية التي استهدفت رفع الظلم عن الإنسان وتحريره من الخوف والقهر الذي مارسه حكام بني أمية، وأهداف الثورة الحسينية ومبادئها كانت ولا زالت وستبقى منارا للثائرين ضد الظلم والقهر والفساد“.
مستحضراً،” تأثّر عظماء البشرية ومفكروها وسياسيوها بشخصية الإمام الحسين (ع) وسيرته العطرة، لأنهم وجدوا في ثورته الرفض المطلق للظلم السياسي والاجتماعي والاقتصادي والعرقي والقبلي ولمسوا في حركته التحررية الكرامة الإنسانية والحرية الفكرية والعدالة الاجتماعية والتسامح الديني لأن هذه الثورة أعطت الدروس المشرفة عن التضحية في سبيل القيم الإسلامية والوفاء للمبادئ الإنسانية، وعليه فإن الكتابة عن الحسين (ع) متجددة وهي كالبحر الذي لا ينتهي تدفقه ولا يجف عطاؤه ما دامت شعوب الأرض”.