برلين : أثبتت دراسة أن اقتراب إنسان عاطفياً من شخص ما، عامل حاسم في التقليد غير المتعمد لهذا الشخص ، وهو ما يجعل التثاؤب أكثر عدوى بين أفراد الأسرة الواحدة ، ثم بين الأصدقاء ثم المعارف ثم بين الغرباء .
ويشير البحث الذي نشرته مجلة “بلس ون” الأميركية إلى أن التقمص العاطفي ، أي القدرة على التعرف على مشاعر الآخرين وإصدار رد فعل عليها ، هو عنصر حاسم في تكون السلوك الاجتماعي .
ويعتقد بعض الباحثين أن ما يعرف بمرآة الخلايا العصبية ، التي توجد على شكل شبكة من الخلايا العصبية ، تجعلنا نرد تلقائياً على بسمة الآخرين .
ويقول الباحثون إن عدوى التثاؤب ليست أمراً جديداً على العلماء ، فهم يرجحون منذ وقت طويل وجود مثل هذه الأشكال من التقمص العاطفي للآخرين ، لكنها لم تثبت بهذا الشكل إلا الآن .
وقد راقب الباحثون على مدى عام كامل سلوك 109 أشخاص من أوروبا وأميركا الشمالية وآسيا وأفريقيا ، ثم حللوا التصرفات التي بدرت عنهم في 480 تجربة ، بما في ذلك الزاوية التي يرى فيها المراقب بدايات التثاؤب .
وتوصلوا دائماً إلى نفس النتيجة وهي أن العلاقة الاجتماعية كانت في كل مرة العامل الأكثر حسماً في انتقال عدوى التثاؤب ، يليها عامل الجنس (ذكر أم أنثى) ، ثم القومية أو ظروف الموقف ذاته .
ولاحظ الباحثون أن التثاؤب ينتقل بسرعة أكبر بين الأشخاص الذين تربطهم قرابة ، لكن عنصر التقليد لا يلعب دوره إلا عندما يكون التقمص العاطفي ظاهراً أصلا لدى الشخص المتقمص ، لكن هذا العنصر لا يلعب دوراً لدى الأطفال الصغار أو الأشخاص المصابين بالتوحد.