دراسة حديثة تبين إمكانية احتفاظ الاسنان بالأجسام المضادة لمئات السنين

      التعليقات على دراسة حديثة تبين إمكانية احتفاظ الاسنان بالأجسام المضادة لمئات السنين مغلقة

تمكن مجموعة من الباحثين بقيادة البروفيسور (Robert Layfield) من عزل اجسام مضادة من سن بشري يعود لفترة العصور الوسطى وهي بحالة مستقرة ومازال بإمكانها التعرف على البكتيريا والفايروسات والارتباط بها، وهنا قد يسأل سائل: كيف باستطاعة الاسنان فعلا ان تحتفظ بالأجسام المضادة بشكل سليم ولفترات طويلة قد تصل لمآت السنين؟
للوهلة الاولى يبدوا هذا السؤال غريبا بعض الشيء، وكأنه مقتطف من افلام الخيال العلمي، فكيف للأسنان ان تحتفظ بالأجسام المضادة لمآت السنين وتحميها من التحلل بواسطة الاحياء المجهرية وغيرها من العوامل البيئية الصعبة؟
وقبل الدخول في تفاصيل أكثر، لابد من توضيح ماهية الاجسام المضادة، فهي عبارة عن بروتينات تصنع من قبل خلايا الجهاز المناعي كاستجابة طبيعية للإصابة بالاحياء المجهرية الممرضة مثل البكتيريا والفايروسات والتي يطلق عليها ايضا بالكائنات الدقيقة، اذ تكون وظيفة الاجسام المضادة التعرف على تلك الكائنات الدقيقة والارتباط بها، لتقوم خلايا الجهاز المناعي بمهاجمتها لاحقا والتخلص منها بعملية البلعمة.
وللإجابة على السؤال السابق، يبين البروفيسور (Robert Layfield) بان البقايا الاثرية من الاسنان والعظام تستطيع الاحتفاظ بالبروتينات لفترات طويلة جدا وهذا بحد ذاته يوفر فرص رائعة للتحقيق في الاحداث البيولوجية في التاريخ البشري، ففي الدراسة التي قادها البروفيسور مع الباحث (Barry Shaw) من جامعة Nottingham بالتعاون مع البروفيسور (Anisur Rahman) والدكتور (Thomas McDonnell) من كلية الطب في جامعة لندن والمنشورة في مجلة iscience، تمكن الباحثين أعلاه من عزل اجسام مضادة من سن بشري يعود لفترة العصور الوسطى ما بين القرن الثالث عشر والقرن الخامس عشر الميلادي، اذ وجدوا بان هذه الاجسام المضادة مستقرة ومازال بإمكانها التعرف على بروتينات الفايروسات والارتباط بها.
وقال الدكتور (Anisur Rahman) معلقا: لقد تمكنا من اختبار فعالية تلك الاجسام المضادة ضد البكتريا والفايروسات وقد تبين بانها تستطيع التعرف على فايروس Epstein-Barr والذي يسبب الحمى الغدية، ومن الممكن في المستقبل معرفة كيفية تفاعل تلك الاجسام المضادة المستخرجة من العينات الاثرية القديمة مع الامراض التي كانت منتشرة في نفس الحقبة الزمنية، مثل مرض الطاعون او ما يسمى بالموت الأسود.
ومن الجدير بالذكر ان هذا النوع من الدراسات قد تمكن الباحثين على دراسة كيفية تطور الاستجابة المناعية للأجسام المضادة خلال التاريخ، وهذا هو أحد فروع العلوم الحديثة ويسمى بــ علم البروتينات القديمة Palaeoproteomics وهو الان يحتل الصدارة في مجال البحوث الجزيئية المتقدمة ويختص بدراسة الانسجة المتكلسة الاثرية مثل العظام والاسنان.

ترجمة واعداد: م.م. سلطان كريم سلطان
شعبة الاعلام والاتصال الحكومي
المصدر:

https://www.cell.com/iscience/fulltext/S2589-0042(23)01652-8