تاريخ طب الأسنان

      التعليقات على تاريخ طب الأسنان مغلقة

اخبار وزارية

كانت نسبة النخر السني منخفضة في مجتمعات ما قبل الزراعة، لكن النمو في المجتمعات الزراعية منذ حوالي 10,000 سنة أدى لزيادة في النخر السني.

أقدم ممارسة مسجلة لطب الأسنان عمرها بين 13,820 و 14,160 سنة وُجدت في إيطاليا لسن تم تنظيفه بواسطة أحجار الصوان. رغم وجود دراسة في عام 2017 تشير إلى أن الإنسان البدائي (نياندرتال) قد استخدم أدوات طب أسنان بدائية. أيضا تم العثور على أدلة تثبت ممارسة طب الأسنان في حضارة بلاد السند قبل الميلاد بـ 7000 سنة. وجد باحثون مكانًا في (مهرغاره) يُعتقد أنه كان مخصص لعلاج أمراض الأسنان بواسطة أدوات بدائية كأقواس الحفر، ويبدو أن ذلك يتم من قِبل حرفيين مهرة. تمت محاكاة هذه الأدوات القديمة التي استُخدمت في العصور القديمة واتضح أنها كانت أدوات فعالة ومناسبة. أقدم عملية حشو أسنان تعود لـ 6500 سنة في سلوفينيا وتم استخدام شمع العسل فيها. تم إثبات ممارسة طب الأسنان في مالطا في عصور ما قبل التاريخ من خلال جمجمة تعود إلى 2500 قبل الميلاد كان قد تم تجريف خراج لجذر سن فيها.

وصف نص سومري يعود ل 5000 سنة قبل الميلاد (دودة الفم) بأنها سبب لتسوس الأسنان. كما عثر على أدلة تصادق على هذا الاعتقاد في كل من: التاريخ المصري، والهندي، والصيني، والياباني.ذكرت أسطورة دودة الفم في كتابات هوميروس. وفي أواخر القرن الرابع عشر صادق الجراح (Guy de Chauliac) على اعتقاد أن الدود من مسببات تسوس الأسنان.

وتنتشر وصفات علاج آلام الأسنان والتهاباتها في برديات اللاهون، وبردية إيبرس، وبردية بروغش، وبردية هورست في مصر القديمة. في بردية إدوين سميث المكتوبة في القرن السابع عشر قبل الميلاد ولكن يُعتقد أنها تعكس تجارب تعود لـ 3 آلاف سنة قبل الميلاد تمت مناقشة طرق علاجية لكسور الفك. في القرن الثامن عشر قبل الميلاد أشارت شريعة حمورابي -دستور قوانين في عهد سادس ملوك مملكة بابل القديمة- لعملية قلع الأسنان مرتين في سياق العقوبات. كما كشفت فحوصات لبقايا المصريين القدماء والرومان اليونانيين عن محاولاتهم في مجال التعويضات السنية. هناك احتمالية أن يكون هذا النوع من المحاولات كان يُطبق على المتوفين ليظهروا بشكل أفضل.

كتب عدة علماء يونانيون كـأبقراط، وأرسطو عن طب الأسنان. كذكرهم لطريقة بزوغ الأسنان وعلاج تسوساتها، وقلع الأسنان بوساطة كلابات وربط الأسنان ببعضها باستخدام أسلاك لتثبيت الأسنان المقلقلة، كما ذكروا أمراض اللثة وكسور الفكين. يُرجع البعض أول استخدام للأجهزة السنية والجسور السنية لـ الأتروريين (من سكان إيطاليا) وذلك قبل الميلاد بـ 700 سنة. في مصر القديمة كان (حسي رع) هو أول من تمت تسميته بـ «طبيب أسنان» في التاريخ. عرف المصريون ربط الأسنان ببعضها بواسطة أسلاك الذهب. كتب الكاتب الطبي الروماني (كورنيليوس سيلسوس) بشكل موسّع عن أمراض الأسنان وعلاجاتها، ككتابته عن التخدير والقابضات الوعائية. وُثقت أول عملية حشو للأسنان بالأملغم السني بنص طبي للسلالة الحاكمة للصين المسماة (تانغ) مكتوب بواسطة الطبيب الصيني (سو كونغ) في 659م وتم عرضها في ألمانيا سنة 1528م.

ومن العلماء المسلمين نذكر (أبو بكر الرازي) (932م)الذي تحدث عن تشريح الفكين والاسنان بالتفصيل وكذلك الجراح الكبير أبو القاسم الزهراوي الذي صمم ورسم العديد من الادوات الجراحية التي تقارب بدقتها الأدوات الحالية، وتحدث ابن سينا في كتابه المشهور القانون في الطب Canon عن معالجة الكسور الفكية وضرورة تجبير قطع الكسر في وضعها الصحيح والاستدلال على ذلك بإطباق الأسنان في مكانها من القوس السنية. ثم جاء أبو القاسم الزهراوي فكتب كتاب التصريف وتحدث عن جراحة الأسنان فشرح وصور مقاشط تنظيف الأسنان من القلح كما شرح وصوّر كلاليب (جمع كلابة) لقلع الأسنان وذكر عملية صنع الجسور لتثبيت الأسنان الضعيفة، وذكر أيضاً عملية نشر الأسنان وتشبيك الأضراس والأسنان بخيوط من الذهب والفضة وأوجد آلات لقطع اللحم الزائد من اللثة، وذكر الاختلاطات الناجمة عن أمراض الأسنان وأتى على ذكر النواسير الفموية المرتبطة بأمراض الأسنان وآفاتها وكان يوصي بكي النواسير بمكاوي ذات رؤوس تتناسب سعتها مع سعة لمعة الناسور وكتب عن المخل كأداة لقلع الأسنان وحذر من ترك الجذور وتحدث عن كسور الفكين وخلع المفصل الفكي وشفة الأرنب والورم الضفدعي[12]

تاريخياً، تم استعمال قلع الأسنان كعلاج لبعض أمراضها. في العصور الوسطى، ولم يكن طب الأسنان مهنة مستقلة خلال القرن التاسع عشر بل كان يمارَس من قِبل الأطباء العامين والحلاقين. واقتصر دور الحلاقين على عمليات قلع الأسنان لتخفيف الآلام الناجمة عن التهاب السن المزمن. الأدوات المستعملة في قلع الأسنان هي امتداد لآلات تم استعمالها في قرون سابقة. في القرن الرابع عشر اخترع (Guy de Chauliac) آلة تشبه منقار طائر البجع لقلع الأسنان وتم استعمال هذه الآلة حتى أواخر القرن الثامن عشر. ثم تم استبدالها بما يسمى (مفتاح الأسنان). وفي القرن العشرين تم استبدالها بالكلابة الحديثة.

أول كتاب ركّز على طب الأسنان فقط هو كتاب “Artzney Buchlein” والذي كُتب في 1530م.أما أول كتاب طب أسنان مكتوب بالإنجليزية فكان بعنوان “Operator for the Teeth” (حرفياً: المعالج للأسنان) كتبه تشارلز ألين في 1685م.

في المملكة المتحدة لم تكن هناك مؤهلات محددة لمن يربد تقديم معالجة أسنان حتى 1859م. في 1921 تم وضع التدريب والإلمام بالمجال شرطاً لمزاولتها. أصدرت المنظمة الصحية للهيئة الملكية البريطانية في عام 1979 تقريراً يفيد بأن أطباء الأسنان المسجلين لكل 10,000 نسمة بلغوا أكثر من ضعف عددهم في عام 1921.