طب الأسنان الحديث

      التعليقات على طب الأسنان الحديث مغلقة

اخبار وزارية

نشأ طب الأسنان الحديث بين عامي 1650 و1800. سمي الطبيب الفرنسي بيير فوشارد بأبي طب الأسنان الحديث فقد كان جراحاً ماهراً استطاع -رغم محدودية الأدوات الجراحية البدائية في أواخر القرن ال17 وأوائل القرن ال18- تطوير الأدوات السنية بشكل ملحوظ وذلك من خلال التعديل على أدوات صانعي الساعات وصائغي المجوهرات وحتى الحلاقين التي اعتُقِدَ بأنها تنفع في طب الأسنان. أدخل الحشوات السنية كعلاج للحفر السنية. كما أكد على أن الحموض المشتقة من السكريات مثل حمض الطرطريك هي المسؤولة عن النخر السني وأشار إلى أن الأورام المحيطة بالأسنان واللثة قد تظهر في مراحل متأخرة من النخر السني.

صورة بانوراما لزرعة أسنان تاريخية

كان فوشارد رائد التعويضات السنية، وقد أبتكر العديد من الطرق للتعويض عن الأسنان المفقودة. وقال بأن الأسنان البديلة يمكن صنعها من كتل من العاج أو العظم. أدخل فوشارد الحاصرات السنية -وعلى الرغم من أنها كانت من الذهب- إلا أنه اكتشف أنه يمكن تصحيح توضع الأسنان على اعتبار أن الأسنان تتبع شكل الأسلاك. وثبّت الحاصرات باستخدام خيوط مشمعة من الكتان أو الحرير. تكمن إسهامات فوشارد في علوم طب الأسنان بكتابه المنشور عام 1728 بعنوان طبيب الأسنان الجراح وقد تضمن النص الفرنسي تشريح الفم ووظائفه والبنى السنية وتقنيات مختلفة للمداواة وجراحة الأسنان وفصل في هذا الكتاب بشكل عملي بين طب الأسنان والجراحة بمفهومها العام.

توسعت دراسة طب الأسنان بشكل سريع من بعد فوشارد. وألف الجراح البريطاني جون هنتر كتابين هامين هما التاريخ الطبيعي لأسنان البشر 1771) و (دراسة عملية لأمراض الفم 1778). وبدأ ينظّر لإمكانية نقل الأسنان من شخص لآخر، وقال بأن احتمالات نجاح عملية نقل الأسنان ترتفع عندما يُنقَل السن بأسرع ما يمكن وأن يتوافق بالحجم مع الشخص المستقبل. هذه المبادئ لا تزال تستخدم في عمليات نقل الأعضاء الداخلية. وأجرى هنتر بالفعل العديد من العمليات الرائدة حاول فيها نقل الأسنان من شخص لآخر. وعلى الرغم أن الأسنان المتبرع بها لم تلتصق جيداً بلثة الشخص المستقبل إلا أن أحد مرضى هنتر قال بأن 3 من الأسنان التي نقلها له هنتر صمدت ل 6 سنوات وهو ما يعتبر إنجازاً هاماً في تلك الفترة.

التقدم الهائل في طب الأسنان كان في القرن التاسع عشر عندما تحول طب الأسنان من تجارة إلى مهنة. وخضعت مهنة طب الأسنان إلى قوانين تنظيمية حكومية في نهاية القرن التاسع عشر فتم تمرير مرسوم طب الأسنان في بريطانيا مثلاً عام 1878 وتأسست الجمعية البريطانية لطب الأسنان في 1879 وفي نفس السنة انتخب فرنسيس برودي ايملاش لرئاسة الكلية الملكية للجراحين وبذلك كان أول طبيب أسنان على الإطلاق يصل لهذا المنصب واضعاً بذلك طب الأسنان على قدم المساواة مع الجراحة السريرية.